برد الخارجية الفرنسية المتنصل من الاتهامات الموجه لباريس، والذي استعمل عبارات مستهجنة، تستمر العلاقات الجزائرية الفرنسية في الانحدار نحو منزلق مجهول، يتحمله الطرف الفرنسي الذي لم يكن في مستوى التحدي الذي يوجه هذه العلاقة التي لم تكن يوما بهذا التأزم.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، في معرض رده على سؤال صحفي لإذاعة فرنسا الدولية، استدعاء السلطات الجزائرية للسفير الفرنسي، ستيفان روماتي، الذي حمل خلالها رسالة احتجاج شديدة اللهجة، بسبب اتهامات بتورط المصالح الفرنسية الخاصة في زعزعة استقرار البلاد، عبر مساعيها الرامية إلى تجنيد عملاء لخدمة أجنداتها في الجزائر وخارجها.
وتطرقت الصحف الفرنسية إلى التطورات التي تعيشها العلاقات بين الجزائر وباريس، ومن بين هذه الصحف، أكبرها انتشارا وتأثيرا، صحيفة “لوموند”، التي تحدثت عن استمرار “تدهور العلاقات الثنائية”. وقالت في مقال لها من توقيع الصحفي فريديريك بوبين: “لقد وصل الأمر إلى مستوى جديد في تدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية مع إعلان يوم الأحد 15 ديسمبر الجاري، استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتي، من قبل وزارة الخارجية الجزائرية، التي قدمت له قائمة طويلة من التظلمات”.
ونفت السلطات الفرنسية على لسان وزيرها للخارجية، هذه الاتهامات، وذهبت بعيدا في وصفها بأنها “سخيفة” و “وهمية”، وهو توصيف يعبر عن حقيقة المستوى الذي آلت إليها وضعية العلاقات الثنائية، وألمحت الصحيفة الفرنسية إلى أن الطرف الفرنسي يتحمل قسط كبير من المسؤولي فيما يجري على صفتي البحر الأبيض المتوسط، الشمالية والجنوبية، بسبب التحول المثير للموقف المغربي من القضية الصحراوية، والتي تعتبر قضية جد حساسة بالنسبة للطرف الجزائري، وهو ما تدركه باريس ولكنها سارت عكسه.
ومعلوم أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وجه رسالة في 30 جويلية المنصرم إلى ملك المخزن المغربي، محمد السادس، يبلغه فيها أن فرنسا تعترف الآن بالسيادة المزعومة للنظام العلوي على الأراضي الصحراوية، في قرار يتنافى والقوانين الدولية ومقررات الأمم المتحدة، التي تنص على أن الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية، وإنما هي ارض محتلة وإقليم غير خاضع للحكم الذاتي، كما أقرت الهيئة الأممية بإجراء استفتاء لحسم في وضعيته، غير أن نظام المخزن المغربي تماطل ورفض إجراء الاستفتاء من أجل تقرير المصير.
وتؤشر التطورات التي تطبع العلاقات الجزائرية الفرنسية على أن مستقبل هذه العلاقات يبدو مظلما، في ظل عدم تراجع فرنسا عن موقفها غير المؤسس وغير الأخلاقي من القضية الصحراوية، وكذا استمرارها في الاستفزازات تجاه الجزائر من خلال العمل على ضرب مصالحها وتهديد استقرارها، كما جاء في التسريبات صدرت مؤخرا بهذا الشأن.
علي. ب
#الخارجية #الفرنسية #تستدعي #سفيرها. #مستقبل #مظلم #ينتظر #العلاقات #الجزائرية #الفرنسية