تحركات “مشبوهة” للجيش المخزني في الصحراء الغربية

فشل المخزن في الملف السياسي الصحراوي قد يدفعه لارتكاب “حماقة كبرى” (أ ف ب)

كشفت مصادر متطابقة، عن قيام الجيش الملكي العلوي، بتحركات مشبوهة داخل أراضي الصحراء الغربية المحتلة، في محيط الجدار العازل، سواء من خلال الرفع من عدد قواته هناك، أو التحريك المكثف لطائرات الدرون التي جلبها مؤخرا من كل بقاء الأرض، استعدادا فيما يبدو لشن هجوم كبير ضد الجيش الصحراوي خارج الجدار العازل في المناطق الصحراوية المحررة.

وبحسب ما كشف عنه موقع “الصحراوي” الناطق باللغة الإسبانية، استنادا إلى مصادر صحراوية، فإن جيش الاحتلال المغربي، قام في الأيام الأخيرة بتحريك آلاف الجنود، جنوب شرق مدينة قولطة، استعدادا فيما يبدو لشن هجوم وشيك على الجيش الصحراوي شرق الجدار العازل، بدايات شهر أكتوبر الجاري.

إلا أن المصدر ذاته، عاد وتحدث السبت، عن أن التحركات العسكرية المغربية، هي عبارة عن مناورات جوية وبرية في محيط منطقة كلطة، وتحديدا على أطراف وادي “أوليتيس”، الواقع على بعد حوالي 60 كيلومترًا غرب غويلتا، باستخدام عشرات المركبات من نوع “هامر”، وعشرات الدبابات التابعة لقوات فوج المشاة الميكانيكي السادس.

وبحسب المصدر نفسه، فإن نظام المخزن العلوي، ربما يستعد للقيام بهجوم كبير في الصحراء الغربية، في محاولة يائسة منه فيما يبدو، للتهرب من الضغوط الدولية المتصاعدة ضده، نتيجة فشله الدبلوماسي الكبير في الملف الصحراوي، وللتغطية أيضا على أزماته الداخلية المعقدة والخطيرة، خاصة بعد الفضائح التي كشفها زلزال الحويز الأخير.

وتشير المصادر ذاتها، إلى أن المخزن قد يحاول الدخول في مغامرة عسكرية كبرى ضد جبهة البوليساريو، من خلال محاولة توسيع جداره في النقطة الجغرافية في “أمغالا” التي تتصل بمدينة بير مقرين الموريتانية، بحيث يتم تقسيم المنطقة العازلة المحررة إلى قسمين شمالي وجنوبي، بغرض قطع التواصل بين القطاعات الصحراوية المحررة، تمهيدا لاحتلال المنطقة العازلة بالكامل التي يسيطر عليها الجيش الصحراوي فيما بعد، مستغلا كمية الأسلحة الضخمة التي وصلته في المدة الأخيرة من مصادر مختلفة على رأسها دولة الكيان الصهيوني، اعتقادا منه أن تلك الأسلحة ستغير موازين القوى في المنقطة.

وكانت التقارير قد أشارت في الأسبوع الماضي، إلى وصول تشكيلات عسكرية مغربية كبيرة إلى واحدة من أكبر القواعد الواقعة حول مدينة قولطة، شمال الصحراء الغربية، على بعد حوالي 32 كيلومترا غرب الجدار العسكري المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية إلى شطرين غربي محتل وشرقي محرر، بغرض الدخول في “مغامرة كبرى”، في القطاع الشمالي من الصحراء، تستهدف السيطرة على الأراضي التي بحوزة البوليساريو، عبر تطويقها في نقطة أمغالا، وهو ما يعد (إذا ما وقع فعلا)، تطورا خطيرا للصراع في منطقة الصحراء الغربية، قد يشعل المنطقة برمتها، ويدفع الصحراويين لحرب مفتوحة مع جيش الاحتلال تعيد الأمور إلى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار للعام 1991.

انتحار حقيقي

ويحذر مراقبون للوضع في الصحراء الغربية، من أن إقدام الجيش الملكي العلوي على أي “مغامرة كبرى” بهذا الحجم، يعد “انتحارا حقيقيا”، على اعتبار أن خروج قوات الاحتلال المغربي من مخابئها المحصنة داخل الجدار العازل، إلى مناطق مفتوحة، بعيدا عن القواعد اللوجيستية وأنظمة المراقبة المثبتة على الجدار العازل الذي سبق للكيان الصهيوني أن قام ببنائه في زمن الملك الحسن الثاني، ستكون فرصة ذهبية للمقاتلين الصحراويين، للإجهاز على هذا الجيش الملكي المهلهل في حرب مفتوحة، وإعادة الملاحم الكبرى التي قام بها مقاتلو البوليساريو منذ العام 1975 إلى غاية وقف إطلاق النار عام 1991.

كما سيشكل أي تحرك للقوات المغربية شرق الجدار العازل، فرصة للصحراويين لإعادة أمجاد القضاء على وحدات كاملة من الجيش المحتل، والاستيلاء على معداته العسكرية، وأسر أعداد كبيرة من هذا الجيش، كما حصل في السابق، وهو ما من شأنه أن ينسف بشكل كامل الدعاية المخزنية، بعدم وجود حرب في الصحراء، خاصة عندما تصبح صور أسرى الجيش المخزني متاحة أمام العالم.

المخزن يجلب كل أسلحة العالم إلى المنطقة

تأتي هذه التحركات المريبة للجيش العلوي، في أعقاب أنباء عن توصل الجيش الملكي العلوي، بكميات ضخمة من الأسلحة المتطورة، من “إسرائيل” الحليف الأول للرباط، وكذا من أمريكا وبعض الدول الأوربية، بل وحتى من روسيا والصين.

وفي أحدث هذه التطورات المثيرة للاهتمام، ما تم كشفه عن تزويد الصين للنظام المغربي بدفعة كبيرة جديدة من طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار، من طراز Wing Loong-II وقد اعترفت بكين السبت الماضي، بنشرها لهذا النوع من الدرونات في مطار بمدينة العيون بالصحراء الغربية.

وتكشف المعلومات التي أتاحتها صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية، أن المخزن قد عمد في السنوات الثلاث الماضية، إلى تكثيف مشترياته من الدبابات وقاذفات الصواريخ والطائرات من دون طيار، بشكل غير مسبوق، إسرائيل والولايات المتحدة (صواريخ ATACMS التكتيكية)، و”إسرائيل” (نظام الدفاع الجوي والصاروخي باراك MX)، وتركيا (درونات بيرقدار 2 مع مفاوضات للحصول على أكنجي)، والصين بمبالغ خيالية.

وأمام هذه التطورات الميدانية المريبة، وضعت هيئة الأركان العامة للجيش الصحراوي قواتها البرية، المنتشرة في مختلف المناطق العسكرية، في حالة تأهب قتالي قصوى، تحسبا لأي تهور قد يصيب الجيش المخزني، وأمرت بتقوية جميع الجبهات القتالية شمال وجنوب الأراضي المحررة بالعدة والعتاد.

أسباب هذا التخبط

وتشير جميع التحليلات، إلى أن نظام المخزن الذي يعيش ورطة حقيقية، حيال تطورات الملف الصحراوي في الأمم المتحدة، والضغوط الدولية الممارسة ضده، بالإضافة إلى أوضاعه الداخلية المنهارة، قد يلجأ إلى حلول انتحارية عبر سياسة “الهروب إلى الأمام”.

وكشفت أشغال الدورة العادية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر الماضي، عن مدى المكانة الكبيرة التي حظيت بها مسألة إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، حيث كانت القضية الصحراوية حاضرة بقوة في بيانات زعماء عدد كبير من الدول ورؤساء الوفود خلال المناقشات العامة، أين عبروا فيها صراحة عن دعمهم الثابت لحق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير المصير والحرية، وضرورة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير.

وقد كانت المواقف الصريحة والقوية التي عبر عنها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي ذكر العالم بالشعب الذي لا يزال يعاني تحت الاحتلال، وضرورة إجراء استفتاء في “آخر مستعمرة في إفريقيا”، إلى جانب مواقف رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا والرئيس الكوبي دياز كانيل، والحاج جي جينجوب، رئيس ناميبيا، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ، وزعماء بليز وتيمور الشرقية وزيمبابوي وليسوتو وكينيا وغيرها، من أقوى الخطابات والمواقف التي أعادت القضية الصحراوية إلى الواجهة، دون التقليل من الموقف الإسباني الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية بالنيابة، بيدرو سانشيز، الذي تراجع عن ذكر قضية الحكم الذاتي، عندما دعا للحل المتفق عليه بين جبهة البوليساريو والمغرب، في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

ولعل في هذه التطورات، ما يدلل على توجهات عدوانية مخزنية، ليس فقط فيما يخص الجانب العسكري وحده، بل حتى في الجانب السياسي، حيث تتداول أوساط مخزنية إلى جانب هذه التحركات المشبوهة، إمكانية قيام الرباط بسحب مقترح الحكم الذاتي، لتكون المنطقة في مواجهة مفتوحة بين خيارين لا ثالث لهما، إما استقلال الشعب الصحراوي وإما الحرب المفتوحة.

#تحركات #مشبوهة #للجيش #المخزني #في #الصحراء #الغربية




#oussama_b #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en # الحوار_الجزائرية # مصطفي_بونيف



- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا