ما يحدث في فسطين حرب إبادة جماعية

نصيرة سيد علي

استنكر حقوقيون واقتصاديون وتربيون، ونفسانيون حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على المناطق الفلسطينية المحتلة، وقال هؤلاء المختصون في مختلف التشكيلات المعرفية  في حديثهم لـ ” الحوار” إن الحرب المعلنة من طرف الكيان الصهيوني على غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة قد تجاوزت كل الأعراف الدولية، واستخدمت فيها كل الأسلحة محظورة دوليا، وأن الشيء المؤسف حسبهم أن ذلك يحدث أمام مرأى العالم، مستهجنين  موقف الدول الكبرى والمنظمات الدولية الذين يستغشون ثيابهم على تلك الصور البشعة لإشلاء الإنسان الفلسطيني المتناثرة

كل شعوب العالم تتفق أن ما يحدث لفلسطين حرب إبادة

ووفي السياق، قال الحقوقي الأستاذ عبد الحفيظ كورتل في حديثه لـ ” الحوار” إن العدوان الصهيوني على غزة وعلى فلسطين  المحتلة ليس بتصرف جديد من كيان المحتل الذي يواصل عدوانه على الأبرياء، وأضاف إن كانت حربا، فالحرب لها أخلاق قبل كل شيء ومواثيق دولية، وإن كانت هناك منظمات أو أحزاب أو أي جهة اخرى يمكن مهاجمتها عسكريا فلابد من تفادي الأبرياء منهم الأطفال والشيوخ والمرضى والمستشفيات، إلا أن ما يحدث الآن في غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة من طرف الكيان الصهيوني أن العالم يشاهد أن الهجمات تستهدف إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وأن قد أدرك المحتل الاسرائيلي أنه كلما قتل فلسطينيا خرج من جيل أخر المئات من الفلسطنيين، مؤكدا أن الصهاينة يريدون إبادة الشعب الفلسطيني لضمان أحسن وأئمن لأجيالهم القادمة، ويتوقع المتحدث ذاته أنه لن ينعمون بالأمن والعالم الآن و وأقصد الشعوب عبر العالم متحدون ومتوافقون أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما هو إلا عدوان وحروب ضد الإنسانية وإبادات جماعية للإنسان الفلسطيني.

 

الدول الكبرى داعمة للكيان الصهيوني المحتل

هذا، واعرب المحامي الأستاذ عبد الحفيظ كورتل في السياق ذاته عن أسفه من موقف الدول العظمى مما يحدث في الأراضي المحتلة من انتهاكات لحرمات الشعب الفلسطيني وأذيته وسلبه حقه في الحياة، وهي دول يضيف الأستاذ كورتل التي ترعى مجلس الأمن، وهي دول ذاتها تدعم هذا الكيان المحتل، والتي من المفروض هي من تقوم بحماية الفلسطنيين العزل، حيث تشيرا الاحصائيات حسبه أن أكثر الوفيات من الأبرياء هم فئة الأطفال والنساء، مؤكدا أن القوى الدولية تساند الكيان الصهيوني وأنه لا تتوقف هذه المساندة على مستوى الدبلوماسي فهي أيضا تدعمها عسكريا.

يجب محاكمة مسؤولين في الكيان المحتل وتقييد شكوى ضدهم

ومن أجل إيجاد حلول فعلية لحماية الشعب الفلسطيني الذي ينضح تحت نيران الاحتلال الصهيونين اقترح الحقوقي المحامي الأستاذ عبد الحفيظ كورتل إلى تشكيل هيئة للمحامين العرب لايداع في المحاكم الدولية، ومن أجل تحريك شكوى ضد مسؤولين اسرئيليين بتهم جرائم ضد الانسانية الذين يشاركون في هذه الهجمات في إطار صلاحيات المحكمة الدولية الجنائية لمتابعة كل من تثبت الوقائع بأنه مجرم حرب ومتورط في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، داعيا جميع المحامين العرب إلى تشكيل فريق عمل مدعم بكل الفيديوهات، وموثقة بالارقام و الصور و الشهادات، والأدلة، والفيديوهات، وبكل ما تبثه نشرات الإخبارية، وبكل التقارير الواردة من طرف منظمات وهيئات دولية التي تؤكد أن هناك أفعال ترقى إلى جرائم ضد الانسانية ارتكبت ضد سكان غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة على يد الكيان الصهيوني ومسؤولين فيه، حيث وجب ذكر أسمائهم وتقييد شكوى ضدهم لدى محكمة الجنائية الدولية.

 

لابد من مقاطعة الشركات الاقتصادية المساندة للصهاينة

وفي الإطار ذاته، يرى الأستاذ عبد الحفيظ كورتل أنه بإمكان السلاح والامكانيات العسكرية غير متاحة لدى الدول العربية نتيجة الدعم الأمريكي للصهاينة، وعليه في ظل ذلك يمكن اللجوء كما قال ذات المتحدث إلى بدائل أخرى وفي مقدمتها البدائل الاقتصادية، علما أن اقتصاديات العربية ضعيفة ولا يمكن لها مجابهة اقتصاديات الدول الكبرى لكن تبقى السوق العربية في منظوره كسوق مستهلكة أن تكون وسيلة من وسائل الضغط على كل دولة متورطة في ضمان استمرارية الكيان الصهيوني في عنجهيته، وذهب الأستاذ كورتل إلى أكثر من ذلك حين قال بأنه يجب مقاطعة جميع الشركات الاقتصادية الداعمة لإسرائيل ويكفينا هذا لسماع صوتنا لهؤلاء الذين الذين يساندون هذا الكيان المحتل.

 

الخذلان العربي أرهق الغزاويين والمناطق الحتلة

وفي الاطار ذاته، استنكر الخبير الاقتصادي، الدكتور سليمان ناصر في حديثه لـ ” الحوار” موقف الدول العربية المطبعة مع الكيان المحتل التي لم تحركها نخوتها العربية وانتمائها إلى العالم الإسلامي من اتخاذ موقف في هذه الأحداث الدامية التي يعيش في خضمها سكان غزة والمناطق الفلسطنية المحتلة، وقال الدكتور سليمان ناصر ما يدمي القلوب، ويخدش الوجدان، ويتعب النفس أن نرى دولة مثل كولومبيا التي لا يجمعها مع فلسطين إلا الإنسانية تقوم بطرد السفير الكيان الصهيوني من بلادها، في حين نجد العرب المطبعون في سكون وجمود، ومزال راية الصهاينة المحتلين ترفرف في سمائهم، وقال إن القضية الفلسطينية خذلها العرب قبل الغرب.

العدوان الصهيوني سلب أطفال فلسطين براءتهم

وفي السياق، أوضح الخبير في علم النفس، الدكتور أحمد قوراية في حديثه لـ ” الحوار”، أن العدوان على الشعب الفلسطيني في هذه الأثناء من طرف الكيان الصهيوني المحتل لها انعكاسات سلبية على نفسية الشعب الفلسطين، إن حالة الرعب، والخوف، والهلع التي يعيش في ظلها هؤلاء الفلسطنيين ستترك في جهازهم النفسي صدمات وكدمات عويصة، وأن الفئة الأكثر تعقيدا هم الأطفال الذين يتعرضون يوميا وعلى مدار فترة العدوان البشع هذا، حروبا يضيف المتحدث ذاته سلبت طفولتهم وعقدت وجدانهم، وألحقت سلسلة العدوان الصهيوني دمارا على أطفال غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة واعتصبت براءتهم، ومن على هذا المنبر أنادي المنظمات الدولية المكلفة بحماية الطفولة، ومنظمة اليونيسكو التي تتغنى بالإعلان العالمي لحقوق الطفل والاحتفاء به في الفتاح من جوان منكل سنة الاسراع إلى إعطاء الدعم الحقيق لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون رعبا حقيقا وواقعيا، وأن لا يكون الاحتفال بشعارات زائفة لا تسمن ولا تغني الطفل من جوع، كما لا يفوتني أن الوقع المخيف لهذه الحروب المرتكبة ضد الشعب الفسلطني تشمل صداها الموحيشة جميع الشعب الفلسطني وبكل فئاته.

 

ما يحدث في فلسطين ابادة جماعية وجب والتصدي لها

من جهته، استهجن المحامي، والحقوقي الأستاذ لحسن تواتي في حديثه لـ ” الحوار” العدوان الصهيوني على غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة، موضحا أن هذه الهجمات العنصرية التي استعمل فيها العدو الصهيوني جميع الأسلحة المحظورة دوليا تمت تحت قبة الدول الكبرى التي تحمي نظام عالمي جائر، وأن هذه الحرب اثبتت ضعف المنظومة القانونية الدولية، وأظهرت خطورة الضمير العالمي الذي يرتكز حسبه على خلفية دنية وبتصفية عرقية تحت اي مسمى، وقال الأستاذ تواتي إن القضية الفلسطينة عرت النظام العالمي او الضمير العالمي وفضحت عورته وكشفت عن عدم ملائمته، وأنه لابد من إعادة النظر فيه مجددا، ودليله في ذلك أن حين قامت الحرب بنن روسيا وأوكرانيا كل القوى العالمية هللت وساندت أوكرانيا وأن هذه الحرب هي ضد حقوق الإنسان وأنها إبادة بشرية، ولما اتعلق الامر بالكيان المدلل وقفوا معه ضد التمدد الاسلامي ويطالبون بالدفاع عن النفس يدعون  للمطالبة باعادة المنظور في المنظومة القانونية.

 

لابد من حماية دولية للفلسطنيين

ومن الناحية القانونية  أن ما يحدث في فلسطين الآن يعد جريمة الحرب والخرق المثبت لأحد وعدد من بنود اتفاقيات جنيف المحددة لقوانين وأعراف الحرب. وتحمي الاتفاقيات الثلاث الأولى من اتفاقيات جنيف المقاتلين وأسرى الحرب، بينما تحمي الاتفاقية الرابعة، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية، المدنيين في مناطق الحرب، ويرى الاستاذ لحسن تواتي ان المحكمة الدولية ليس بامكانها ايجاد حلولا للقضايا التي تمس االمجتمع الدولي ككل، وفي مقدمتها الأمة الأسلامية بما فيها القضية الفلسطينية، وليبيا، وسوريا، و وعليه لابد من إنشاء قطب ثالث واعادة القوانين الداخلية للشعوب، وعلى الشعوب العربية إيجاد بديل عالمي وخلق عالم  مزاوي، داعيا إلى ضرورة متابعة كل رؤزس كنسيت وزعيمائهم واتحاد لالاوروبي وكل الدول المنحازة للضمير العالم المتخاذل، الذي يعتبر جسم بلا روح وبلا ضمير، ووضع حد لكل الشعارات العالمية المزيفة التي أسقطتها فلسطين

وفي وقت تتنكر الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني لشرعية القانون الدولي بخصوص المقاومة الفلسطينية، يقول الاستاذ تواتي يفضحها هذا القانون ويضعها أمام ازدواجية معاييرها ونفاقها، عندما تتجاهله ثانياً بصم آذانها عن جرائم الحرب التي ترتكبها الصهاينة، وفي حين تكفل المواثيق الدولية والقرارات الأممية حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، بشتى الطرق، بما فيها المقاومة المسلحة، تضع هذه المواثيق الغرب في موقف محرج، إذ يتباهون بأنفسهم كحماة للقوانين، في حين ينكرون على الفلسطينيين حقهم الشرعي ويغضون الطرف عن جرائم الحرب التي تقوم بها إسرائيل.

إن حرب الإبادة على فلسطين مؤامرة

من جهته، استقبح الخبير الاقتصادي، الدكتور مختار علالي في حديثه لـ ” الحوار” الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيونيعلى الشعب الفلسطيني المحتل، وقال الدكتور علالي إن تلك الجرائم فاقت كل الأعراف والقوانين الدولية، وعليه كان لابد على المجتمع الدولي أن يتدخل سواء بقرارات من مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ وكذا الأمم المتحدة، وأيضا على الجامعة العربية أن تقيم الحجة على المجتمع الدولي الذي يتغنى بالإنسانية، وحقوق الإنسان، إن بقاء العالم في مدرجات الحرب متفرجا على أحداثها الرهيبة يثبت جليا أن حرب الإبادة هذه هي مؤامرة، حيث وصل بالعدو المحتل ضرب المستشفيات بالصواريخ، وبالقنابل المحرمة دوليا الفسفور الأبيض، وعليه على المجتمع العربي والإسلامي أن يقدم الدعم للمقاومة وأن يقدم السند للفلسطنيين في هذه الظروف الحالكة، مشيرا إلى أن قطع الماء والكهرباء على الفسطنيين هي جرائم ضد الإنسانية، وعلى الدول العربية والإسلامية مقاطعة المنتجات الاسرائلية وكل من يساند الاحتلال الصهيوني، داعيا إلى تحويل كل منصات التواصل الاجتماعي إلى منصات داعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن جرائم ضد غظة منافية للمنطق الإنساني ولا يتقبلها العقل والفكر البشري.

 

على الدول العربية التحرك لمناصرة فلسطين

وعلى صعيد مماثل، استغرب البرلماني السابق والناشط التربوية الأستاذ مسعود عمراوي، لـ ” الحوار” ما يحدث للأشقاء الفلسطنيين على يد العدو الصهيوني، واصفا العدوان بالجريمة النكراء، وأنها لا تغتفر، وأن ما زاد الأمر استغرابا حسبه أن ذلك يحدث أمام مرأى المجتمع الدولي الذي التزم السكون، ويرى بعين واحدة، وأنه يتدخل في القضايا الدولية متى يحلو له ذلك، والذي يدعي الحضارة وحقوق الإنسان ويتشدقون سنويا بحقوق الطفل، وقال الأستاذ عمراوي إن هذه الحرب التي شنت على الفلسطنيين لا يمكن وصفها إلا بالقذرة، وأن الانتصار على شعب أعزل لا يعد انتصارا، كيف لا؟ وهي حرب استهدفت كل شيء في الوجود الفلسطيني، وحتى التلاميذ لم ينجوا من تلك الجرائم ونحن كتربويون نندد بهذه الممارسات الحرب البشعة التي وصل بهم إلى تهجير السكان قصرا من أرضهم الشرعية، حتى تعطى للغريب دون حق، داعيا جميع الدول العربية والإسلامية التي التزمت الصمت إلى التحرك والتدخل لمساندة اخوانهم في فلسطين، لأن مد البطش الصهيوني لا يتوقف على فلسطين بل كل الأراضي العربية في أجندتها للإستلاء عليها مستقبلا.

 

#ما #يحدث #في #فسطين #حرب #إبادة #جماعية




#oussama_boulegheb #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en



- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا