يرى نور الدين بن زعيم محامي ورئيس الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان إن استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر من طرف السلطات الجزائرية يُعد بمثابة تنبيه قبل اللجوء إلى آليات رسمية أكثر فاعلية من أجل ردع التحركات العدائية ضد البلاد، مُشيرًا إلى أن الجزائر تتعرض إلى هُجُومات حادة من طرف ثلاثة لوبيات وهي اللوبي الصهيوني والمخزني واليمين المتطرف نتيجة لمواقفها الثابتة من خلال مساعيها على مستوى الهيئات الدُولية كمجلس الأمن الدولي ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية ومناصرتها لأهم القضايا الإنسانية في العالم.
قبل الإجابة بودي أن أذكر أن عملية الاحتجاج واستدعاء السفير الفرنسي يندرج في سياق إحدى الطرق الدبلوماسية الجزائرية وهو تبليغ عدم رضا السلطات الجزائرية عن ما تفعله فرنسا الرسمية ولوبياتها، وهذا الاحتجاج جاء بناء على تراكمات سابقة وتراكمات آنية ومن أهم مظاهرها رعاية فرنسا الرسمية للمنظمة الإرهابية “الماك“، والمنتمون لهؤلاء المنظمة يعدون المخططات برعاية من السلطات الفرنسية وبعض السلوكات والمواقف العدائية بقبعة البرلمان الأوروبي بحيث أن فرنسا الرسمية واللوبي الصهيوني واليمين المتطرف وبدعم من اللوبي المخزني أوعزوا جميعهم للبرلمان الأوروبي من أجل الإضرار بمصالح الجزائر عن طريق تجنيد بعض الأقلام الصهيونية المأجورة كمحاولة للمساس بالوحدة الوطنية والترابية.
ويمكن اعتبار استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر على أنه تنبيه قبل اللجوء إلى آليات رسمية أكثر فاعلية من أجل ردع هذه التحركات العدائية ضد الجزائر.
على ضوء التحركات الجزائرية وما إذا كانت تعني بداية فصل جديد من فصول التوتر الحاد بين الجزائر وفرنسا، ماهي الرسائل التي أرادت الجزائر توجيهها من خلال استدعائها للسفير الفرنسي؟
تتمثل أول رسالة في الندية بمعنى أن الجزائر تُخطرُ فرنسا وتذكرها وتنبهها أنه يجب على فرنسا الرسمية أن تعي جيدا أن مناخ العلاقات الجزائرية – الفرنسية قد تغير، ولذلك يجب عليها أولا أن تحترم سيادة الدولة الجزائرية وميثاق الأمم المتحدة وجميع المواثيق الدولية، والرسالة الثانية التي تريد تبليغها وهو أن الجزائر الرسمية عن طريق مصالحها الأمنية والاستخبارتية أجهضت المخطط الأمني الرامي إلى المساس بأمن وسلامة البلاد من خلال الحنكة واليقظة.
ما نتمناه اليوم أن نبقى في مستوى العلاقات الدبلوماسية المحترمة، وعلى فرنسا احترام كل المواثيق الدولية وسيادة البلد وإن رأت غير ذلك فهناك آليات عديدة للرد عن هذه المواقف العدائية.
ما هي الدوافع والخلفيات السياسية التي تقف وراء هذه الأنشطة الاستخباراتية لفرنسا وكيف يمكن تفسير تصاعد هذه المواقف العدائية؟
يجب التذكير بأن فرنسا تعيش اليوم أزمة داخلية ومخاطر اقتصادية جمة بعد انسحابها أو طردها من قبل أغلبية الدول لا سيما من الدول الإفريقية وهو ما عاشته في السينغال وبعض مستعمراتها القديمة، لكن لازالت تفكر بذهنية أن الجزائر كانت مستعمرتها القديمة، لذلك يجب على فرنسا الرسمية أن تعي جدًا أن هنالك دولة سيادية وشعب حر وسلطة مستقلة من مهامها حماية مصالح الجزائر بكافة الطرق.
إلى أي مدى يُمكن اعتبار المخططات الفرنسية اليوم جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر من خلال دعم جماعات مصنفة على أنها جماعات إرهابية؟
هنالك تقاطع بين لوبيات، لوبي صهيوني ولوبي مخزني، فالكيان الصهيوني يستعمل كل الآليات من أجل الإضرار بالجزائر نتيجة لمواقفها الثابتة من خلال المساعي على مستوى الهيئات الدولية كمجلس الأمن الدولي ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية ومناصرتها لأهم القضايا الإنسانية في العالم، فكل هذه اللوبيات تريد أن تنتهج أسلوب أو مخطط ممنهج من أجل الإضرار بنا، لكن ما يمكننا قوله اليوم أن الجزائر بجيشها وشعبها وجبهتها الداخلية مصرون ومتمسكون على الدفاع عن وحدتنا الوطنية والترابية والأقلام التي سخرت وجندت من قبل فرنسا الرسمية اليوم فُضح أمرهم، ومن هذا المنبر ندعو كل المثقفين وكل النخب والأحزاب السياسية أن تلتف حول السلطات وقيادة البلد من أجل مواجهة كل هذه الأعمال العدائية.
على ضوء كل هذه التطورات كيف نرى مستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا على المستوى الاقتصادي والسياسي أيضًا؟
العلاقات الفرنسية الجزائرية تتأرجح بين مد وجزر، وكلما ضعفت فرنسا الرسمية كُلما زاد أطماعها في المستعمرات القديمة، ولذلك نتمنى أن تعود فرنسا لرشدها وللتعامل بين فرنسا والجزائر تعامل مثالي يخضع للمواثيق الدولية بينها ميثاق الأمم المتحدة ومراعاة المصالح الاستراتيجية المتبادلة لا سيما وان هناك مصالح مشتركة وجالية وطنية بالخارج، والسلطات الجزائرية تعي جدا هذه العلاقات الاستراتيجية.
فؤاد ق
#نور #الدين #بن #زعيم #في #حوار #لـ #الوطنية #تي #فيالجزائر #تتعرض #لهجومات #حادة #من #طرف #ثلاثة #لوبيات
