واعتبر السيد ديلمي أن هذا “القرار الرشيد” سيسمح بـ”تحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام في شعبة الحبوب بكل انواعها وخاصة منها القمح الصلب والحد من التبعية للخارج وبالتالي تعزيز الامن الغذائي الدائم للبلاد”.
وذكر بأن توسيع المساحات الخاصة بزراعة الحبوب بالجنوب الكبير كان مطلب الاتحاد منذ سنوات، معتبرا أن توسيع الرقعة الانتاجية الى 500 الف هكتار “هدف جد معقول” خاصة مع “وجود مستثمرين وطنيين، إلى جانب القطريين والإيطاليين، في هذا المجال”، مثمنا “الاقبال الكبير من طرف الشباب من أجل الاستثمار الفلاحي في الجنوب”.
كما نوه بالإمكانيات التي يحظى بها الجنوب من مساحات خصبة ومياه جوفية معتبرة وتوفر وسائل انتاج عصرية, مؤكدا ان “الجزائر تقبل أكثر فأكثر على زراعة عصرية وعلمية، معتمدة على امكانياتها المادية والطبيعية الى جانب امكانيات بشرية هائلة”, مشيرا الى دور خريجي الجامعات والمعاهد الفلاحية من مهندسين و تقنيين في هذا المجال.
وفيما يتعلق بتوجيهات رئيس الجمهورية لرفع مردودية انتاج الحبوب إلى ما لا يقل عن 55 قنطارا في الهكتار الواحد، اعتبر السيد ديلمي أن هذا الهدف “جد ممكن”, مشيرا الى أن هناك مساحات في بعض الولايات بلغ مردودها 80 قنطارا في الهكتار بفضل تهيئة الأراضي و الاستغلال الامثل للمياه.
من جهة اخرى, و في تقييمه لموسم الحصاد و الدرس الذي تميز بارتفاع انتاج القمح الصلب و الحد من استيراده مما سمح للخزينة العمومية بتوفير 1.2 مليار دولار، قال ممثل الفلاحين ان “الفضل في هذا يعود لجهود الفلاحين و المستثمرين الذين بذلوا مجهودات كبيرة لتحقيق وفرة الإنتاج في هذا المنتوج الاستراتيجي الذي يشهد ارتفاعا في الأسعار في الأسواق العالمية”.
ونوه في هذا السياق ب”العناية الكبيرة التي يحظى بها القطاع من طرف رئيس الجمهورية وبالدعم المادي والمعنوي المقدم للفلاحين لبناء اقتصاد وطني متكامل بهدف الخروج بصفة نهائية من التبعية للأسواق الخارجية”.
وبخصوص تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بـ”إنتاج حب الذرة, ومنع حصاد هذا المحصول نبتة خضراء, في مرحلة النضج غير التام”, اعتبر السيد ديلمي أن “السلطات تفكر بجدية في تثمين هذه الشعبة وتحث الفلاحين على استغلال المنتوج بعد نضجه بدلا من حصده أخضر لتقديمه علفا للأنعام”، مما سيسمح، حسبه، بتوفير مادة الذرة والتقليل من استيرادها من الأسواق العالمية نظرا لأسعارها المرتفعة.
وجاء في بيان مجلس الوزراء المنعقد أمس الأحد, انه “بعد عرض حال لوزير الفلاحة والتنمية الريفية الذي استخلص منه توفير الجزائر 2ر1 مليار دولار لفائدة خزينة الدولة عقب الإنتاج الوفير المحقق هذا الموسم من القمح الصلب, والذي وضع الجزائر على مقربة من الاكتفاء الذاتي التام, أمر السيد الرئيس بتحديد هدف استراتيجي للوصول إلى توسيع المساحات المزروعة بجنوبنا الكبير إلى 500 ألف هكتار, خاصة مع استثمار دولة قطر الشقيقة لـ 117 ألف هكتار وإيطاليا لـ 36 ألف هكتار, علاوة على استثمارات وطنية بـ 120 ألف هكتار”.
وشدد رئيس الجمهورية على أن “الاكتفاء الذاتي التام أصبح قريب المنال بإنتاجنا لـ 80 بالمائة من القمح الصلب, باعتبار ذلك من تقاليد الإنتاج والاستهلاك الجزائري وكونه منتوجا قليل الكميات في السوق العالمية مقارنة بالقمح اللين” كما أمر ب”إنتاج حب الذرة وبمنع حصاد هذا المحصول نبتة خضراء في مرحلة النضج غير التام”.
ووجه رئيس الجمهورية وزير الفلاحة ب”إشراك الفلاحين في التوعية والتحسيس لتحسين مردودية الهكتار الذي يجب ألا يقل في الجنوب عن 55 قنطارا في الهكتار الواحد لما تملكه هذه المناطق من إمكانيات عملاقة, لا سيما الماء والكهرباء”.
#الاتحاد #الوطني #للفلاحين #الجزائريين #يثمن #توجيهات #رئيس #الجمهورية #لتنمية #الفلاحة #في #الجنوب