“الجامعات الصيفية” تضح “دماء جديدة” للساحة السياسية بالجزائر

باشرت مختلف الأحزاب والتشكيلات السياسية في الفترة الأخيرة، في تنظيم جامعاتها الصيفية للنظر في العديد من القضايا والملفات الهامة التي تعنى بالبلاد والعباد، وساهمت هذه الجامعات الصيفية في “ضخ دماء جديدة” في الساحة السياسية، والنهوض بها بعد ما شهدته من “ركود سياسي” قبل الإعلان عن عدة مبادرات وطنية شهدتها الجزائر مؤخرا.

وفي السياق، تهدف الأحزاب السياسية من خلال تنظيم هذه الجامعات الصيفية التي عادة ما تتطرق الى العديد من الملفات الهامة، على غرار تكوين اطاراتها ومناضليها وكذا مناقشة المستجدات والرهانات التي تعرفها البلاد، في ظل التغيرات الجيوسياسية والراهنة التي يعرفها العالم، وحتمية التأكيد على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني، وهو ما أجمعت عليه الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها الفكرية والحزبية.

وفي هذا الإطار، تضبط حركة مجتمع السلم “حمس”، الأربعاء، عقارب ساعتها على تنظيم أول جامعة صفية بعد انعقاد المؤتمر الثامن للحركة، الذي أفضى على انتخاب رئيسها الجديد عبد العالي حسالني الشريف خلفا للمنتهية عهدته، عبد الرزاق مقري، حيث يعد أول امتحان للحركة يفتح من خلاله مناقشة ملفات وقضايا هامة في الوقت الحالي.

وكشفت حركة مجتمع السلم، انها ستعقد أول امتحان فعاليات وأنشطة سياسية وفكرية متنوعة، ضمن برنامج الجامعة الصيفية 18 ببومرداس، أيام 23  الى غاية 26 أوت الجاري، تحت شعار: الآفاق الجديدة…السياسات، التوجهات، الأولويات.

وأوضح مدير الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم، الدكتور، عبد الكريم دحمان، أن فعاليات هذه الجامعية الصيفية تنطلق مساء الأربعاء، والافتتاحية الرسمية صباح الخميس 24 أوت الجاير، على التاسعة صباحا بالقاعة الكبرى لكلية الحقوق والعلوم السياسية ببودواو، التابعة لجامعة بومرداس، شعار الجامعة الصيفية: الآفاق الجديدة.السياسات، التوجهات، الأولويات.

وأوضح الدكتور دحمان، في تصريح خص به “الإخبارية”، أن مؤطري الجامعة الصيفية هم قيادات وإطارات الحركة، والقيادات السابقة من رؤساء الحركة السابقين ورؤساء مجالس الشورى السابقين، والمشاركون في هذه الجامعية الصيفية هم أساسا هم المسؤولون الجدد على الهياكل الوطنية والمحلية.

وشدد المتحدث ذاته، على أنه “هذه أول جامعة صيفية تقعد عقب المؤتمر الثامن للحركة وفي العادة، سنة المؤتمر لا تنظم فيها جامعة صيفية لصعوبتها، لكن  أردنا أن تتم عمليات ومراحل تجديد الهيكلة وضبط الكوادر المحلية على بوصلة الغايات الاستراتيجية للحركة، والتي صادق عليها مجلس الشورى الوطني”، مشيرا إلى أن “هذه الجامعة الصيفية سيتنظر في الآفاق الجديدة، السياسيات التوجهات والاولويات، وبمشاركة قيادات الحركة الوطنية والهيئات التنفيذية الولائية والمحلية ومختلف فرق العمل والهيئات الاستشارية وأعضاء البرلمان.

وأكد مدير الجامعة ذاته، أنه يتضمن برنامج الجامعة الصيفية، جلسة إعلامية ينشطها رئيس الحركة عبد العالي حساني شريف، جلسات فكرية ومحاضرات، ندوات فكرية ورشات “اسمار” جلسات سياسية، وغيرها من النشاطات التي ستشهدها الجامعة الصيفية.

وكانت حركة مجتمع السلم، قد عقدت لقاء المكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم، برئاسة رئيس الحركة عبد العالي حساني شريف، وبحضور رئيس مجلس الشورى الوطني الأستاذ عبد الرحمن بن فرحات، وفق جدول الأعمال المتعلق بالجامعة الصيفية، ملف الهيكلة التنظيمية، الملف السياسي وكذا متفرقات.

وكان رئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، قد أكد أن حركة مجتمع السلم تستمد توجهاتها الفكرية والسياسية وبعدها الوطني من خلال القيم النابعة من هذا المسار التاريخي الحافل، وتؤكد على الافتخار بدروس الذكريات المجتمعة من التاريخ الحافل للجزائر، منبع استلهام للقيم والثوابت التي كرستها الثورة التحريرية التي دحرت مستعمر عمل خلال احتلاله للوطن على ممارسة كل مخططات التجهيل والتفقير والتجويع ونهب الثروات وكانت نهايته العسكرية جر أذيال الهزيمة.

وشدد حساني في تصريحاته، التأكيد على إن حركة مجتمع السلم ستظل ثابتة ووفيه لخطها السياسي النابع من الايمان بعمق الانتماء للثوابت والقيم والراسخ في الارتباط بمأثر الثورة المجيدة عملاً وخطاباً وانجازاً.

وسبق وأن عقدت حركة البناء الوطني، خلال الشهر الجاري جامعتها الصيفية بولاية تيبازة، أين تطرقت الجامعة الصيفية إلى قضايا الشباب وانشغالاته، حيث دعا رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، وزارة المالية ومختلف البنوك لتسهيل التعاملات المالية أمام الشباب بالمرافقة عن طريق الصرفية الإسلامية، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تتطلب عدم تكرار أخطاء الماضي.

وكان الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، قد أكد أن حزبه شرع في التحضيرات الجارية لعقد الجامعة الصيفية للحزب خلال الأيام القادمة، مشيرا الى أنه سيتم تناول والتطرق لعدة قضايا وملفات هامة تعني بالبلاد والعباد.