قال وزير الخارجية الليبي الأسبق، عبد الرحمن شلقم، إن الجزائر مثلت ظاهرة فريدة في مقاومة الاستعمار الفرنسي، مبرزا أن الأستاذ المفكر والمؤرخ الجزائري، مالك بن نبي، غاص في العامل النفسي وفكك مركبات الوهن التي تصيب الشعوب المقهورة الخاضعة لقاهريها.
وتابع السياسي والكاتب الليبي المعروف عبد الرحمن شلقم، الذي شغل مواقع مهمة في القرار الليبي إلى جانب الزعيم الراحل معمر القذافي، من مسؤول عن الإعلام في مجلس قيادة الثورة، إلى سفير لبلاده لفترة طويلة في روما، وصولا إلى تمثيل بلاده في الأمم المتحدة خلال الفترة التي سبقت سقوط نظام القذافي، قائلا إن الانقلابات العسكرية كانت هي اللعنة الكبرى في إفريقيا.
وأضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن الأستاذ المفكر والمؤرخ الجزائري مالك بن نبي، عاش حقبة الاستعمار الفرنسي في أرضه الجزائر، وعاش في داخل تلك الحالة دارسا ومحللا عندما ذهب إلى فرنسا للدراسة، توصل بعد رحلة طويلة من المعايشة والدراسة، إلى أن الاستعمار ظاهرة إنسانية لها تفاعلات بين المستعمِر والمستعمَر، تتخلق حالة نفسية عند المستعمَر تجعله قابلا لما هو فيه من استضعاف، يقوده إلى الخضوع للاستعمار.
وتابع شلقم في مقاله “في المقابل يبدأ المستعمَر الضعيف في بناء قوة وعيه التي تصنع إرادة المقاومة. ذاك ما كان في الجزائر التي مثلت ظاهرة فريدة في مقاومة الاستعمار، إذ قدمت أكثر من مليون شهيد ثمنا للحرية” ونوه “الوعي كان بداية تأسيس إرادة الحرية وتأكلت عوامل الضعف والخضوع والقابلية للاستعمار”.
واسترسل وزير الخارجية الليبي الأسبق أن “الأستاذ مالك بن نبي غاص في العامل النفسي وفكك مركبات الوهن التي تصيب الشعوب المقهورة الخاضعة لقاهريها، كما أن منهج بن نبي لم يغب مع رحيل الاستعمار الفرنسي عن بلاده، فمنهجه التحليلي في جانبه النفسي، لا يزال صالحا لأن نشعله كي نرى ما يجري في بلدان كثيرة” على حد تعبيره.
وشدد الوزير ذاته، أن ما حدث في النيجر منذ أيام يستحق أن يدفعنا لأن نعيد قراءة ما كتبه الأستاذ مالك بن نبي عن القابلية للاستعمار، لكن بعنوان القابلية للاستغفال، كون العميد عبد الرحمن تيشاني، رئيس الحرس الرئاسي الذي قاد الانقلاب ضد رئيس النيجر محمد بازوم، كان من أركان النظام في النيجر لسنوات طويلة، ودرس في الأكاديميات العسكرية الفرنسية وتولى التنسيق مع القوات الفرنسية المقيمة في النيجر منذ سنوات طويلة، واليوم يتحدث عن الاستعمار الفرنسي في خطاباته مثلما تحدث آخرون من حوله.
وجاء في مقال شلقم أيضا أن الانقلابات العسكرية كانت هي اللعنة الكبرى في إفريقيا ويكفي أن نسترجع ماذا حدث في أوغندا عندما قفز عيدي أمين إلى قيادتها في انقلاب عسكري، واستولى على كل ما للأوغنديين من أصول آسيوية، وأجبر عدداً من البريطانيين على حمله على أكتافهم وهو فوق ما أسماه بعرش الحرية، عرض الزواج على ملكة بريطانيا، وأنذر إسرائيل بهجوم قريب عليها لتحرير كل فلسطين.
وأشار شلقم كذلك إلى بوكاسا الذي قفز إلى السلطة في جمهورية إفريقيا الوسطى وأعلن نفسه إمبراطورا لها، واستولى على كل شيء في البلاد، وصنع به تاجا من الألماس وضعه على رأسه، في حين كان كل الشعب يعاني الجوع والفقر والمرض، فضلا عن جمهورية الكونغو التي استوطنتها الحروب والفقر والمرض وتقاسم كل ما فيها من ثروات الفاسدون والمغامرون المحليون مع شركائهم الأجانب.
#الجزائر #مثلت #ظاهرة #فريدة #في #مقاومة #الاستعمار #الفرنسي
#oussama_b #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en # الحوار_الجزائرية # مصطفي_بونيف