الغلاء الفاحش للأدوات المدرسية يثقل كاهل الجزائريين

موجة من الاستياء لدى العائلات الجزائرية بسبب غلاء الأدوات المدرسية

يعتبر الدخول المدرسي من أهم المراحل في حياة الأطفال والشباب، وفي كل عام يتوجب على الأهل والأولياء تحضير أبنائهم لهذه المرحلة المهمة، إلا أن مشكلة غلاء الأدوات المدرسية تعتبر تحديا كبيرا يواجه الأسر في هذه الفترة، حيث صُدمت العائلات التي شرعت في اقتناء اللوازم المدرسية، بالأسعار التي وصفوها بـ “الباهظة جدا” وهو ما خلق موجة من الاستياء.

تعرف هذه الأيام المحال والمكتبات إقبالا وتوافدا كبيرين من طرف الأولياء وأطفال المدارس لاقتناء اللوازم المدرسية واكتشاف أسعارها.

وبحسب العديد من الأولياء فإن أسعار الأدوات المدرسية في ارتفاع مستمر منذ أيام وهو الوضع الذي يثقل كاهل محدودي الدخل.

وتشهد أسعار الأدوات المدرسية ارتفاعا جنونيا في السوق الوطنية، حيث ارتفعت نسبتها بحوالي 150 بالمائة، بعدما تضاعفت أسعار كل من الورق ومختلف المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه اللوازم المدرسية.

وتمثل الارتفاع في أسعار الأدوات الورقية بالدرجة الأولى في الكراريس أكثر بكثير من الأدوات المصنوعة من البلاستيك، فقد بلغ سعر كراس 96 صفحة 95 دينارا، وتجاوز سعر حزمة الورق حدود 900 دج، وأرجع مراقبون هذا الارتفاع إلى الندرة التي حدثت وتوقف بعض المصانع عن الإنتاج.

كما ارتفعت أسعار الأدوات المدرسية البلاستيكية مثل القريصات والخشيبات والعجينة والمقلمات والأغلفة وغيرها، رغم تقليل المصنعين هوامش أرباحهم إلى مستويات متدنية.

بينما تراوح سعر المآزر ما بين 800 و2200 دج، بسبب الاعتماد الكلي على هذه السلع المنتجة وطنيا دون المستوردة، بالنظر إلى الشروط والقوانين الجديدة الموضوعة من قبل الحكومة للحد من استيراد مختلف السلع من الخارج، أما فيما يتعلق بالمحفظات فأسعارها ارتفعت هي الأخرى بشكل جنوني متجاوزة عتبة 2000 دينار.

في هذا السياق عبر عدد من أصحاب المكتبات على أن هناك نقصا كبيرا في عملية التزويد ببعض الأدوات، كما أكدوا أيضا أن هناك ضعفا في الإقبال على شراء الكراريس من قبل المواطنين.

في المقابل عبر عدد من الأولياء في تصريحاتهم عن امتعاضهم بسبب غلاء جل الأدوات المدرسية وعدم توفر البعض منها، معتبرين أن نسق الأسعار يتواصل في الارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية.

وما يزيد العبء عنهم بحلول الدخول الاجتماعي الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام، لا سيما في ظل توقعات المعنيين بالقطاع بنقص العرض والندرة التي ستطال بعض الأدوات بسبب تأخر الطلبيات المستوردة، خصوصا أن نسبة 90 بالمائة من المواد المدرسية التي تعرض في السوق الوطنية يتم استيرادها من الخارج.

وأصبح تجهيز الطفل الواحد بكل اللوازم الضرورية الخاصة بالتمدرس، بحسب مختصين، يتطلب ميزانية تتراوح ما بين 6000 إلى 12000 دج لتوفير محفظة بكامل الأدوات، مئزر والكتب، وهي الميزانية المرجحة للارتفاع حسب جودة ونوعية المنتوج وكذا الطور الدراسي من الابتدائي إلى الثانوي.

وتترقّب بعض العائلات، افتتاح “أسواق الرحمة” التي شرع في التحضير لها من قبل وزارة التجارة وترقية الصادرات، بعد تسجيل ارتفاع فاحش في أسعار الأدوات المدرسية، حيث سبق لها وأن عقدت عدّة اجتماعات ووجهت دعوتها لعدد من المتعاملين الاقتصاديين للمشاركة بقوّة في مثل هذه التظاهرات الاقتصادية التي تحوّلت إلى تقليد تضامني يهدف إلى التخفيف من عبء الدخول المدرسي على الأولياء، من خلال عرض مستلزمات الدخول المدرسي من محافظ ومآزر وكراريس وأقلام وكتب وغيرها بأسعار معقولة وجودة عالية.

للإشارة أكد المدير العام للأنشطة التجارية وتنظيمها بوزارة التجارة سامي قلي أن هذا الغلاء راجع إلى توقف عجلة الإنتاج في السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا وعودتها بوتيرة منخفضة مقارنة بما كانت عليه قبلها، مؤكدا في السياق ذاته أن وزارة التجارة رافقت الدخول المدرسي من خلال استحداث نقاط بيع الأدوات المدرسية “أسواق الرحمة” التي وصل عددها إلى 78 سوقا عبر القطر الوطني.

وبدوره طالب رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، بفتح تحقيق حول أسباب تواصل ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في السوق الوطنية، كون هذه المواد تتعلق بالتحصيل الدراسي للتلاميذ، مؤكدا أن الأسعار المطروحة فاقت كل التوقعات، حيث وصلت نسبة الزيادات في أسعار الكراريس من 120 إلى 150 في المائة.

وللتقليل من اقتناء المستلزمات المدرسية غير الضرورية، نشرت وزارة التربية مدونة رسمية تتضمن قائمة بالأدوات المدرسية للمراحل التعليمية الثلاث، وأوضحت في بيان لها أن المدونة تأتي في إطار الإجراءات المتعلقة بتخفيف ثقل المحفظة المدرسية.

وأفاد البيان أن هذه المدونة جاءت طبقاً لمقتضيات البرامج التعليمية الخاصة بكل مستوى تعليمي وبكل شعبة بالنسبة إلى المرحلة الثانوية، مع “الأخذ بالاعتبار البعدين البيداغوجي والاجتماعي والبعد الصحي للوقاية والحد من الأضرار التي قد تؤثر في صحة التلاميذ”.

وأوضح البيان أن المدونة تمثل “الحد اللازم الذي يجب اعتماده بغية عقلنة استغلال الأدوات المدرسية، لا سيما الكراريس التي يبقى جزء كبير منها غير مستغل عند نهاية السنة الدراسية”، من أجل “تقليص الكلفة الملقاة على عاتق الأهل”.

كما أطلقت وزارة التجارة في نهاية أوت الماضي 72 معرضًا عبر 58 ولاية، مخصصة لعرض وبيع المستلزمات والأدوات المدرسية، إضافة إلى ثلاثة معارض كبرى جهوية في كل من وهران والجزائر العاصمة وقسنطينة، لتكون “نقاطاً مرجعية لأسعار المستلزمات المدرسية.

#الغلاء #الفاحش #للأدوات #المدرسية #يثقل #كاهل #الجزائريين




#oussama_boulegheb #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en

الاخبارية dz-أخبار- الرياضة-بث مباشر

دعمكم لي عبر البايبال





- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا