المحلل السياسي “احسن خلاص” : التعديل الحكومي نابع من سياسية جديدة للرئيس

في حوار خص به “الجزائر الجديدة” وقناة “الوطنية تي في“، سلط المحلل السياسي احسن خلاص، الضوء على أهم الخلفيات والرسائل التي يمكن استخلاصها من التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرهانات والتحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة في ظل التدافعات الإقليمية وجيو السياسية في المنطقة.

هناك تغيير في الرؤية الاستراتيجية، ولذلك فلا بد أن تكون التصورات الحكومية نابعة من التصورات السياسية الجديدة، والملاحظ مبدئيا من التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأول، لم يتغير كثيرًا باستثناء عودة كتابات الدولة، فمقارنة مع الحكومات السابقة لم يكن هناك عدد كبير منهم ولكن اليوم نشهد ارتفاع عدد كتاب الدولة منوطة بهم العديد من المسؤولية، كما تم فصل الكثير من الوزرات فعلى سبيل المثال وزارة الشباب والرياضة فُصلتا عن بعضهما البعض إذ استحدث منصب وزير منتدب للرياضة والأمر ذاته ينطبق على البيئة والطاقات المتجددة  فقد استحدث منصب كاتب دولة للطاقات المتجددة، إذن فقد تم تفكيك العديد من القطاعات الوزارية لإعطاء نفس ودعم أفضل للحكومة السابقة.

الملفت للنظر أن الرئيس عبد المجيد احتفظ بالعديد من وزراءه على غرار عطاف ومراد وعرقاب وفايد وبلعريبي وبن طالب ورخروخ، لماذا برأيك؟  

كما ذكرت سالفًا أن الهيكل الحكومي حافظ على نفس الخريطة تقريبًا والهندسة والشكل، والملاحظ أيضا هو استحداث كتابات دولة لإتمام العمل بشكل أفضل، وهنا بإمكاننا الإشارة إلى وزارة التجارة وترقية الصادرات أصبحنا أمام وزارة التجارة الداخلية ووزارة ترقية الصادرات لأننا نلمس اهتمام خاص بتطوير ترقية الصادرات إذ لا بد من إنشاء هيكل سياسي وإداري لمتابعة التجارة الخارجية دون إغفال قطاع التجارة الداخلية الذي شهد العديد من المطبات كالاضطرابات في التموين وبعض المعاملات غير الشرعية كالمضاربة وتذبذب تزويد السوق بالمواد ذات الاستهلاك الواسع وإشكالية الأسعار لا تزال مطروحة ولذلك ارتأى رئيس الجمهورية استحداث وزارة خاصة بالتجارة الخارجية.

ولكن بالمقابل هناك تغيير استراتيجي شمل وزارتي العدل والدفاع من خلال إسناد مهام جديدة لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة وهي سياسية تضاف إلى المهام العملياتية، إذ وبناءً على المنصب الجديد الذي أوكل له أصبح له بعد سياسي، فباستطاعته اليوم المشاركة في اجتماعات مجالس الوزراء.

الرئيس عبد المجيد تبون جدد الثقة بحكومة العرباوي، مُخالفًا بذلك كل التوقعات التي كانت تذهب باتجاه إحداث تغيير على صعيد رئاسة الوزراء، لماذا في اعتقادك؟

السيد نذير العرباوي شخصية متزنة وليس له أي تجاذبات مع المجتمع والطبقة السياسية، وقد أظهر نجاحًا كبيرًا في الجانب الدبلوماسي وأيضًا من خلال التسيير المُحكم للحكومة كما أنه قادر على التوفيق بين وجهات النظر المختلفة بين أعضاء جهازه التنفيذي.

هل يُمكن القول على الحكومة الجديدة وبناء على الوافدين الجدد أنها حكومة تكنوقراط؟

من خلال الأسماء الجديدة يتضح لنا أن الرئيس اختار لنفسه رجالا قادرين على الدخول في سباق مع الزمن من أجل تنفيذ خطة الطريق التي رسمها، لا سيما وأن هناك الكثير من الورشات فتحت في مجال الصناعة والفلاحة ولا بد أن تكون هناك حكومة قادرة على إعلان حالة التأهب من أجل إنجاز كل البرامج الحكومية في الآجال المحددة، وهناك قطاعات تتطلب الحفاظ على الاستقرار الحكومي مثل قطاع السكن، وكما هو معلوم وزير السكن محمد طارق بلعريبي يملك تجربة طويلة في مجال تسيير قطاع السكن بالنظر إلى أنه ابن القطاع إذ تقلد العديد من المهام، وهناك أيضا وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة الذي يحظى بثقة كبيرة من طرف رئيس الجمهورية، وقد اختيروا جميعهم بسبب الكفاءة الميدانية التي يتمتعون بها وكذلك العزم والقدرة على تفعيل السياسات.

ماهي الأهداف المتوخاة من الحكومة الجديدة؟  

أهم هدف مرتقب هو تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وعد به خلال الحملة الانتخابية الأخيرة وعلى هذا الأساس تم تشكيل الحكومة الجديدة، ومن خلال تفريع القطاعات نفهم أن هناك مجموعة من الأولويات اليوم إذ دعم كل وزير بكاتب دولة ليساعده في تنفيذ الأهداف المتوخاة وحتى يخفف عليه الثقل أيضًا، وهو ما عبر عنه الرئيس في الاجتماعات الدورية لمجالس الوزراء إذ قال إن الكثير من القطاعات التي تسير بالوتيرة المطلوبة، كما سجل تراخيًا في عزيمة العمل لدى البعض آمرًا غياهم باستفاقة وانتباه والقيام بتحديد المسؤوليات وذلك وفاءًا للمهام الموكلة إليهم.

أهم أمر لفت انتباهنا هو إسناد مهمة جديدة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف وهي الشؤون الإفريقية، كما استحدث هيكل جديد وهو كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، ما هي قرائتكم الأولية في هذا التعديل؟

ما يُمكنني التأكيد عليه اليوم أن هناك اهتمام خاص بإفريقيا، فالجزائر تسعى لمقعد دائم في مجلس الأمن كممثلة لإفريقيا كما أن هناك ضرورة لإيجاد مناطق نفوذ في القارة لاسيما في ظل التطبيع المخزني _الصهيوني وزحف هذا الأخير في المنطقة.

فؤاد ق

#المحلل #السياسي #احسن #خلاص #التعديل #الحكومي #نابع #من #سياسية #جديدة #للرئيس

- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا