بعد الشكوك في رحيله.. استقبال الرئيس تبون لعميد مسجد باريس يرسم استمراره

يشكل استقبال  الرئيس عبد المجيد تبون، شمس الدين حفيز عميد المسجد الكبير بباريس، تجديدا لثقة الرئاسة في المسؤول الأول على أكبر هيئة إسلامية جزائرية في فرنسا، وذلك بعد أيام من الانتقاد الحاد الذي تلقاه عميد المسجد من قبل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد العالي شريف حساني.

وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية، أن “هذا اللقاء يؤكد على العلاقات الوثيقة بين الجزائر والجالية المسلمة في فرنسا، ممثلة بشخصيات مؤثرة مثل الدكتور حافظ، كما يسلط الضوء على الأهمية التي توليها الجزائر للمؤسسات الدينية والثقافية في الحفاظ على التراث وهوية وقيم الجالية الجزائرية”.

وكان عميد مسجد باريس الكبير محل جدل كبير منذ السابع من أكتوبر من سنة 2023، وهو التاريخ الذي يصادف انطلاق “طوفان الأقصى”، الذي يشير إلى العملية العسكرية المظفرة، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والتي وصفت بأنها غير مسبوقة، بحيث تمكنت في ساعات قلائل من اجتياح المستوطنات الصهيونية الموجودة في غلاف غزة، وتمكنت خلالها من أسر وقتل المئات من قطعان المستوطنين والجنود الصهاينة.

ومنذ أزيد من سنة، شكلت تصريحات شمس الدين حفيز على قنوات فرنسية وفي بيانات مع ممثلي ديانات أخرى، صدمة للجزائريين ولكل من يناصر المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب، حينما وصف عملية “طوفان الأقصى”، بالإرهاب في توصيف يتناقض تماما مع التوصيف الرسمي للقرار الجزائري، الذي ينظر لما تقوم به المقاومة الفلسطينية على أنها دفاع عن النفس وحق مشروع وفق قوانين الأمم المتحدة.

وكان آخر موقف من هذا القبيل (وصف المقاومة بالإرهاب) قد صدر الشهر المنصرم، وجاء ضمن بيان وقعه ممثلو الديانات المعتمدة في فرنسا (الإسلام والمسيحية واليهودية والبودية)، حيث وضع عمل المقاومة الفلسطينية والعدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على الشعب الفلسطيني في مستوى واحد، بمعنى أنه سوى الجلاد بالضحية، الأمر الذي كان وراء إصدار حركة حمس بيان شديد اللهجة ضد شمس الدين حفيز، الذي لم يلبث أن رد عليه ببيان آخر يدافع به عن نفسه.  

ويقول المسجد الكبير بباريس، إنه يلعب دورا حيويا في الترويج للإسلام المعتدل وتعزيز الروابط الروحية بين الجزائر وفرنسا، ويعتبر موقفه مما يجري في قطاع غزة، يتماشى مع مصالح المسجد والجالية المسلمة عموما في فرنسا، لكن الجزائريين الذين يساندون المقاومة الفلسطينية بقوة، يرفضون تبريرات شمس الدين حفيز.

ويعتبر مسجد باريس هيئة دينية تابعة للدولة الجزائرية من حيث التمويل والتسيير، وهو ما يعل القرار فيها محسوبا على الجهات الرسمية، ما يعني أن الاستقبال الذي حظي به عميد مسجد باريس من قبل رئيس الجمهورية، يشكل رسالة طمأنة له على السير على النهج الذي سار عليه منذ نحو سنة ونيف. 

علي. ب

#بعد #الشكوك #في #رحيله. #استقبال #الرئيس #تبون #لعميد #مسجد #باريس #يرسم #استمراره

- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا