هناك مؤشرات قوية توحي بان الجزائر تتجه الى ان تصبح قطب فلاحي اقليمي مهما على مستوى المنطقة المغاربية وذلك بعد ان أصبح للبلاد موطئ قدم قوي في الخارطة العالمية للطاقة وهي التي تمول القارة الأوروبية ومنطقة المتوسط بجزء مهم من الغاز بشكليه الطبيعي والمسال.
خلال الفترة الأخيرة ظهرت ثلاثة مشاريع كبرى في المجال الفلاحي هي الآن بصدد التجسيد مع شركاء أجانب من إيطاليا و قطر و المملكة العربية السعودية حيث ينتظر أن يكون لهذه المشاريع التي تشمل الحبوب و الحليب و مشتقاته ولحوم الابقار، اثر قوي في ترقية الاكتفاء الذاتي الغذائي للبلاد نحو مستويات غير مسبوقة.
يعتبر المشروع المدمج العملاق لإنتاج الحبوب و العجائن بولاية تيميمون ..احد هذه المشاريع الكبرى التي جرى الإعلان عنها خلال الاشهر الاخيرة بشراكة جزائرية – ايطالية و ذلك عقب لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون برئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني على هامش اشغال مجموعة السبع الأكثر تصنيعا في العالم و التي شارك في أشغالها الرئيس الجزائري بمدينة باري الايطالية شهر جوان الماضي.
ويتربع المشروع، الذي يستكمل تجسيده على مدار عدة سنوات بقيمة مالية اجمالية تصل الى 420 مليون يورو، على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون (محيط الكبير 01)، وستخصص هذه المساحة الهائلة لإنتاج القمح، العدس، الفاصولياء المجففة والحمص، بالإضافة إلى تشييد وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية وصوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى.
وعلاوة على زراعة الحبوب والبقوليات، سيتم أيضا – حسب الشروحات المقدمة – إدراج محاصيل استراتيجية أخرى ضمن الدورة الزراعية، خاصة تلك المتعلقة بالنباتات الزيتية مثل الصويا.
وفي وارد تقليص فاتورة استيراد الحليب تم مؤخرا إبرام اتفاق مع مجموعة ” بلدنا ” القطرية بقيمة مالية تصل الى 3 ملايير و 500 مليون دولار من اجل انشاء مشروع مدمج لإنتاج بودرة الحليب المجفف بولاية أدرار يمتد على مساحة كبيرة تصل الى 117 الف هكتار.
ويهدف المشروع الى تقليص فاتورة الاستيراد السنوية بنسبة تصل الى 50 بالمائة حيث من المنتظر ان يصل الانتاج الى مستوى 33 ألف طن من بودرة الحليب سنويا في آفاق 2026 ، اي بعد ثلاثة سنوات من اطلاق المشروع و من ثم الوصول الى مستوى من الإنتاج بمقدار 90 الف طن سنويا بعد 6 سنوات من اطلاق المشروع قبل الوصول الى انتاج 194 الف طن سنويا بعد تسعة سنوات من اطلاق المشروع أي في آفاق سنة 2032.
كما يرتقب ايضا تجسيد قطب فلاحي جديد بشراكة جزائرية – سعودية في مجال الزراعات الاستراتيجية وتربية الأبقار الحلوب على مساحة تفوق 20 ألف هكتار بولاية المنيعة، حسبما أكدته مؤخرا مصالح الولاية المشار اليها.
وتحسبا لهذا المشروع الفلاحي الهام تم مؤخرا عقد اجتماع بإشراف والي المنيعة مختار بن مالك ضم ممثلين عن شركة جزائرية وأخرى سعودية بحضور ممثل لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، حيث استمع الطرفان إلى عرض قدمته مديرية المصالح الفلاحية حول المؤهلات التي تتوفر عليها ولاية المنيعة في المجال الفلاحي، وفق ذات المصدر.
وتضمن هذا العرض جوانب متعددة من القدرات المتوفرة على غرار جودة التربة والقدرات المائية الهائلة، فضلا عن المناخ المناسب لزراعة مختلف أنواع الحبوب والخضر والفواكه وتربية المواشي، حيث تم في هذا الصدد اقتراح مساحة تقدر بأزيد من 20 ألف هكتار بالمحيط الفلاحي المسمى “المهارق الحمر” الواقع بأقصى شرق بلدية حاسي القارة الذي عاينه وفد من المستثمرين.
وبالمناسبة أكد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أن مصالحه تعمل كل ما في وسعها لمرافقة مشروع تجسيد قطب فلاحي جديد بهذه الولاية الفتية متخصص في الزراعات الاستراتيجية وتربية الأبقار الحلوب، من خلال ضمان كافة التسهيلات الإدارية والتقنية اللازمة لذلك بهدف الانخراط في مجهودات الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد، كما جرى شرحه.
ووفق معلومات مقدمة بخصوص المشروع فقد رصد له ما يفوق 12 مليار دج، وسيوفر حوالي 182 منصب عمل دائم و300 منصب عمل موسمي، من شأنه أن يساهم في تعزيز قدرات الإنتاج الفلاحي بالجزائر، حيث يسعى الشركاء إلى استغلال أكثر من 20 ألف هكتار من مختلف الزراعات الاستراتيجية، وكذا تربية 2.000 بقرة حلوب، مع إمكانية توسع المساحة ب 8 آلاف هكتار أخرى بهدف ضمان الأمن الغذائي وتجسيد الصناعة التحويلية.
وتعمل الجزائر خلال السنوات الأخيرة على تجسيد مشاريع ملموسة من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي الذي جعل منه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون احد أولويات الامر الذي رافقه أيضا العمل على تقوية الامن المائي للبلاد من خلال انجاز محطات كبرى لتحلية مياه البحرعلى طول الشريط الساحلي و التي ينتظر ان تدخل حيز الخدمة قريبا.
عزيز لطرش
#ثلاثة #مشاريع #كبرى. #الجزائر #بصدد #التحول #الى #قطب #فلاحي #اقليمي