حيث يسير صانعو الأفلام الشباب في نحو تقديم أول فيلم روائي طويل، بالموازاة مع التطرق إلى مواضيع تتحدى الصور النمطية.
بدعم 18 مشروعا سينمائيا من قطر من خبراء قمرة والمتخصصين في السينما، يعكس تنوع هذه المشاريع مساهمة مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في البلاد. حيث يؤكد صانعو الأفلام الشباب من قطر اليوم بثقة: “خلال خمس سنوات، سيكون الوضع مختلفاً تماماً، وستُعرض المزيد من الأفلام القطرية في صالات السينما المحلية.”
صانعة الأفلام القطرية الجوهرة آل ثاني، مخرجة فيلم “ساري وأميرة” (قطر)، المشروع الروائي الطويل في مرحلة الإنتاج والمشارك في قمرة 2025، تعمل حالياً على مشروع فيلم طويل آخر استغرق 10 سنوات في كتابة نصه. ولفتت الجوهرة إلى أنّ السينما العربية تشهد الآن “حالة من الاندفاع نحو التألق، ولها مكان في هذه الصناعة.
أما نادية الخاطر، ومشروعها “كالشهاب” (قطر) فقالت: “أعمل مع الكثير من الشباب، وأرى أن قاعدة المواهب تتسع يوماً بعد يوم. لقد نمت ثقافة السينما في قطر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، وهناك عديد الأشخاص يأتون اليوم بخبرات ومعرفة قوية. بعد 5 سنوات، ستكون الأمور مختلفة.”
صنّاع أفلام شباب ومنهم مريم المحمد، الطالبة في جامعة نورثويسترن في قطر، يدفعون أيضًا بحدود السرد إلى آفاق جديدة من خلال قصص قوية ومؤثرة. فيلمها “”قضاء وقدر” (قطر) يتناول قصة شابة تتحدى القيود الاجتماعية ورفض والدتها، ساعية إلى الطلاق لاستعادة حريتها واستقلاليتها.
وحظيت مريم المحمد على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام، معبرة: “موضوع فيلمي ” شائع جدا، لكنه ليس من المواضيع التي يتم التحدث عنها كثيراً. أردت أن أسلّط الضوء على هذه المشكلة وأدعو الناس للتفكير في أسباب الطلاق. الموضوع يحمل بُعداً عالمياً أيضاً.”
في فيلمه “جداري مينو” (قطر)، يوثق الدكتور جمال راشد الخنجي مغامرته في صيد أكبر تونة من نوع “دوغ توث”. يقول الخنجي إنه يهدف من خلال الفيلم إلى طرح قضايا العلاقات العائلية من منظور رجل عربي، مشيرًا إلى أن “الحديث مع والدتي وأطفالي هو ما يحدث خلف الأبواب المغلقة. الفيلم يغوص في مساحات نادرًا ما يتم التطرق إليها، وأردت كسر الصورة النمطية للرجل في هذه المنطقة. هناك رسائل عديدة غير مباشرة موجهة إلى المجتمع”.
وبدورها آمنة البنعلي، صانعة فيلم “داخل اللوحة البيضاء” (قطر)، فأشارت إلى أن صناعة الأفلام الروائية لطالما كانت حاضرة في ذهنها، وأن مؤسسة الدوحة للأفلام سعادتها على “التدرب على تقنيات الكتابة والإخراج”.
وتناقش إيمان ميرغني، صانعة فيلم “فيلا 187” (السودان، قطر)، موضوعا شخصيا يمسّ الذاكرة والمكان، متناولة ألم ترك منزلٍ عاشت فيه عائلتها ثلاثين عامًا. وتقول: “رسالة حب إلى الوطن، تُظهر ما مرت به عائلتي. أركّز فيه على الذكريات والعواطف المرتبطة بفكرة مغادرة المنزل”.
في فيلمه الكوميدي “سالفة” (قطر)، يتناول محمد فخرو قصة مدوّن طعام قطري يشترك في تطبيق ذكاء اصطناعي يعده بالحصول على عدد أكبر من المتابعين. يقول فخرو إن الفيلم “يتناول التوقعات المجتمعية التقليدية حول من نكون اليوم، في مقابل الضغوط الرقمية التي تفرضها الاتجاهات العالمية”.
أما فيلم “الفتى الحزين” (قطر) لـ N&LS، فيحكي قصة فتى غارق في الحزن والذكريات المؤلمة. أشارت صانعة الفيلم إلى أنها أول تجربة لها في إخراج فيلم رسوم متحركة: “هذا الفيلم رحلة وجدانية تربط المشاهد بالصراعات الداخلية للشخصية، وتشدد على ضرورة التعاطف والتشافي”.
ومن القصص القطرية التي تناقلتها الأجيال، أبو فانوس (قطر، المغرب) من إخراج أميرة أبو جبارة وحورية الحداد، يتناول قصّة جدّ مسنّ يسعى لحماية حفيده من وجود غامض ومخيف في الظلام.
وضمن مشاريع صنع في قطر، مشروع غفلة (لبنان، قطر) لطوني الغزال، و”غربلة” (اليمن، قطر) لأفنان تاج، ومشروع “أنا أنت” (لبنان، قطر) لميريام سلّوم، و”بالفلسطيني” (الأردن، قطر) للمخرج عبادة جرابي، و”أصوات الصمت” (كولومبيا، الولايات المتحدة الأمريكية، قطر) للمخرج سباستيان ديلاسياس.
حسين.ز
#صانعو #الأفلام #من #قطر #واثقون #من #تجسيد #إبداعاتهم #بدعم #مؤسسة #الدوحة #للأفلام