“طوفان الأقصى” تفضح “النفاق الإنساني والإعلامي” للغرب

تعمد غالبية النشرات الإخبارية الغربية إلى إظهار الصهاينة في موقف الضحية بالرغم من المجازر الواضحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة (رويترز)

كشفت عملية “طوفان الأقصى” العسكرية البطولية التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي ردت عليها السلطات الصهيونية بطريقة مدمرة، عبر مجازر طالت آلاف المدنيين، الوجه الحقيقي للغرب، وكيله بمكيالين، حيث اختفت كل الحجج الإنسانية والتغطية الإعلامية التي كانت تستخدم في أوكرانيا، مقابل إجماع تلك الدول على دعم العدوان الصهيوني على الفلسطينيين.

وشكل فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة الذي يشن الجيش الإسرائيلي قصفا عنيفا عليه لليوم الـ11 على التوالي، حيث صوتت روسيا والصين والغابون وموزمبيق والإمارات لصالح مشروع القرار.

إلا أن مشروع القرار واجه رفضا من طرف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، ما تسبب في عدم تمريره، رغم أن النص الروسي نص فقط على إطلاق سراح الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين.

وفي تعقيبه على عملية التصويت، قال المندوب الروسي بمجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، أن تصويت أعضاء مجلس الأمن اليوم “مهم للغاية”، فقد أظهر بوضوح من الذي يدعو فعليا إلى هدنة فورية ووضع حد للقصف العشوائي لقطاع غزة.

ولا يعد رفض تلك الدول للقرار الإنساني غريبا، حيث تؤكد كل حكوماتها دعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين، بحجة حقه في الدفاع عن نفسه، وهي المفارقة التي لم يجد لها العالم تفسيرا، لأن نفس الدول أقامت الدنيا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت تدعم أي عملية يقوم بها الأوكرانيون لتحرير بلدهم.

كما أن دعم هذه البلدان للكيان كان على أعلى مستوى، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وقوف بلادهم مع حليفتها حتى النهاية، مع دفع أقوى حاملات طائراتها للسواحل الصهيونية، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الآخر دعمه للصهاينة في “الدفاع عن نفسهم”، فيما كان الموقف الألماني الأكثر تطرفا حيث أعطى الصهاينة “الضوء الأخضر” للانتقام كما يحلو لهم.

ولم تكن التغطية الإعلامية للحرب في تلك البلدان أحسن من مواقف بلدانهم، حيث تعمد كل النشرات الإخبارية، إلى إظهار الصهاينة في موقف الضحية، وأن ما يفعلونه لا يعدوا كونه دفاعا عن النفس، مع تعمد عدم نشر إحصائيات المجازر التي يقوم بها الكيان الصهيوني، خصوصا ما تعلق بقتله للأطفال، الذين تجاوزت نسبتهم 30 بالمائة من مجموع الشهداء.

وفي هذا الإطار نشر موقع “ذا نيشن” الأمريكي، الذي فضل أن يشذ عن البقية، تقريرا يتناول طريقة تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لتداعيات الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة، والذي ميزه الانحياز الواضح إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد التقرير ذاته أن القصص الإخبارية حول الحرب “تدور بالكامل تقريبا حول إسرائيل، وإسرائيل وحدها” دون سواها، فيما يشار إلى حماس فقط حول مزاعم قيامها بمذابح في حق مدنيين في الداخل المحتل.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازره الدموية في حق سكان غزة العزل لليوم الـ11، بقتل قرابة 3 آلاف شخص، أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، مع تدمير أحياء بأكملها، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن المستشفيات دخلت مرحلة الانهيار الفعلي بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود.

وتزامنا مع تفاقم الوضعية، حذرت أربع وكالات وهيئات أممية، الثلاثاء، من انهيار مختلف الأوضاع في قطاع غزة، حيث شدد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، على أن الحصار الذي تفرضه “إسرائيل” على قطاع غزة وأمر إجلاء السكان من شمال مدينة غزة يمكن أن يرقيا إلى مستوى النقل القسري للمدنيين، وأن يمثلا انتهاكا للقانون الدولي.

#طوفان #الأقصى #تفضح #النفاق #الإنساني #والإعلامي #للغرب




#oussama_b #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en # الحوار_الجزائرية # مصطفي_بونيف



- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا