فاجعة فيضانات باب الواد.. دروس في تضامن وتلاحم الجزائريين

رسخت فاجعة فياضانات باب الواد صورا رائعة من التضامن و التلاحم بين الجزائريين، خاصة بين الجيش والشعب الذي كان له الدور الأبرز في التقليل من عمر الأزمة التي خلفت 2278 وفاة وقرابة 900 مفقود، ونحو 180000 شخص بدون مأوى.

ولعب أفراد الجيش الوطني الشعبي دورا بارزا في إغاثة المنكوبين الذين حاصرتهم المياه من خلال تدخلات هم التي كانت في المستوى، عبر استعمال مختلف العتاد، راسمين بذلك صور من التضامن والتلاحم التي ليست بالجديدة عن أفراد جيشنا الوطني الشعبي.

ومما ميز تلك الكارثة، هو التعاون الذي طبع بين أفراد المجتمع آنذاك، أين ساهم كل فرد بما استطاع بغية إنقاذ الأرواح البشرية فـ جلبوا أصحاب المنازل الحبال المتينة والسلالم فمنهم من ضحى بنفسه وجازف لا لشيء سوى لإنقاذ أخيه.

و أكدت إحدى المسنات التي كانت شاهدت عيان على الكارثة الأليمة، أن ذكرى السبت الأسود لا يمكن أن تنسى كيف لا وهي قد شاهدت بأم عينها أشخاصا يصرخون وسط السيول الجارفة يصتدمون بالأرصفة أو تلقي بهم إلى البحر.

واعتبرت ذات المتحدثة، أن كل من حاولوا المساهمة في إنقاذ أرواح الأشخاص قد لقوا حتفهم كون أن السيول كانت تشبه طوفانا ثائرا لايمكن صده أو إيقافه، وكانت ساحة الشهيد العقيد لطفي شاهدة على موت الكارثة الطبيعية حيث أصفت جثث الضحايا التي غطتها نسوة الحي بفرشتها.

وأشارت ذات المتحدثة، أن تلك الذكرى قد أثرت على نفسيتها وجعلتها تشعر بالخوف كلما ازدادت غزارة مياه الأمطار، وتدعو الله سبحانه وتعالى أن لا تعود تلك المشاهد التي تنسى.

و إثر فيضانات باب الوادي وزلزال بومرداس وبناء على تعليمة من السيد وزير الدولة نصبت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية سنة 2004 مجموعة عمل من أجل صياغة خطة تنظيم الإسعاف و التغيير في إجراءات إنذار خاص بأنواع الأخطار.

كما يعتقد الكثير من سكان الحي الشعبي بباب الوادي أن سبب الكارثة هو إغلاق قوات الأمن قنوات صرف المياه بعدما أصبحت معبراً لعناصر الجماعات الاسلامية المسلحة للتنقل بين الأحياء خلال العشرية السوداء. وتعود حكاية هذه الدهاليز، كما يذكر ضابط في فرقة الشرطة القضائية المتنقلة، الى بداية سنة 1997 حين اكتشفت مصالح الأمن، بعد سلسلة من الأعمال الارهابية في وسط العاصمة والمناطق القريبة منها، أن دهاليز وادي مكسل لتصريف المياه تحولت الى ممر لعناصر الجماعات المسلحة، يلجأون اليها لضمان التنقل والوصول الى المناطق المحيطة بأعالي العاصمة. ودهاليز وادي مكسل لتصريف مياه الأمطار والمياه المبتذلة عبارة عن معبر عملاق تحت الأرض يصل قطره في بعض الأحيان الى أربعة أمتار بطول 6,8 كيلومترات ويمتد من شوفالي الى ساحل قاع السور في حي باب الواد.

عبد الله بن مهل

#فاجعة #فيضانات #باب #الواد. #دروس #في #تضامن #وتلاحم #الجزائريين

- Advertisement -spot_img

Stay Connected

0المشجعينمثل
0أتباعتابع
0المشتركينالاشتراك

Related Articles

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا