يحصي خبراء الاقتصاد العديد من المكاسب التي يمكن أن تسفيد منها الجزائر مباشرة من الطبعة الـ 55 لمعرض الجزائر الدولي المنظمة تحت شعار “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار”، من بينها تعزيز الشراكة الاقتصادية وتشجيع المستثمرين المحليين لرفع الصادرات خارج المحروقات والتي انتقلت من 3.8 مليار دولار على أكثر تقدير قبل حلول 2020 إلى 7 مليارات دولار هذه السنة والتي ينتظر أن تقفز إلى حدود 29 مليار دولار بحلول 2030.
ويؤكد الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي بوحوص بوشيخي، في حديثه لـ “الجزائر الجديدة” إن “معرض الجزائر الدولي يشكل فرصة يشكل فرصة كبيرة من أجل عقد اتفاقيات التوريد والصفقات سيما وأن البلاد اليوم تعيش تحولا لافتا في المشهد الاقتصادي من خلال دفع وتيرة الاستثمار المحلي وعجلة الإنتاج، كما يمثل سانحة للاطلاع على آخر المبتكرات وسلاسل الإنتاج والتعرف على مؤسسات الشحن والنقل والأسعار والتأمينات”.
كما أوضح الخبير الاقتصادي قائلا إنه “من خلال هذا المعرض سيتم الترويج للمنتوج وهو ما يشكل فرصة كبيرة للمؤسسات الأجنبية من أجل التعرف عن قرب على مدى الإنتاج الجزائري وحتى التعرف على طبيعة المستهلك المحلي لا سيما وأن المعرض سيمكن أن يصل عدد زواره إلى حدود 2 مليون زائر”.
وقد تفسح هذه المعارض حسب الأستاذ الجامعي بوحوص بوشيخي “المجال من أجل التفكير في خلق وسائل دفع جديدة تسهل عملية التجارة بين الجزائر وتركيا مثلا أي إيجاد صيغة توافقية بين العملة المحلية والليرة التركية دون المرور عبر الدولار والأورو ولا عبر نظام سويفت، وتسمح طبعًا هذه الآليات ببروز معالم نظام جديد للمدفعات والتبادل التجاري وفق مقاربة الفوائض والنواقص وتعادل القوة الشرائية للعملات الوطنية”.
من جهته قال الخبير في الشؤون الاقتصادية، عبد الرحمان هادف، أمس، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، إن “المعرض سيوضح مدى تقدم الإنتاج الجزائري لا سيما في بعض الشعب التي أضحت متحكم فيها على غرار الصناعات الالكترونية والكهرومنزلية”.
ويعتقد “ضيف الصباح” أن “إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على افتتاح المعرض يحمل في طياته رسائل ودلالات مهمة تزيد من أهمية التظاهر”، ويشير إلى أن “هذه الخطوة تؤكد أن البلاد ماضية إلى التغيير في النموذج التنموي من خلال تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية”، مشيرا إلى أن “الجزائر اليوم ماضية بخطى متسارعة وثابتة إلى التغيير في النموذج التنموي من خلال تعزيز القدرات الإنتاجية المحلي، إضافة إلى وجود إرادة حقيقة لبعث الصناعة الجزائرية ومساهمة القطاعات المختلفة في الناتج الخام المحلي”.
وقدم عبد الرحمن هادف بعض الأرقام والإحصائيات التي تبرز أن القطاع الصناعي يشهد ديناميكية كبيرة، وقال: “نحن ماضون بمساهمة 5 بالمائة في الناتج الخام المحلي ليرتقي لأكثر من 15 بالمائة، وهذا أصبح هدف استراتيجي بالنسبة للجزائر التي تعمل على تعزيز القدرات الإنتاجية وتحسين أداء التجارة الخارجية، فلما نتحدث عن التنويع الاقتصادي من جانب القدرات الإنتاجية ومن جانب ترقية الصادرات فالتنوع اليوم خاصة كذلك في مداخيل العملة الصعبة والتواجد في الأسواق الدولية من خلال المنتجات التي لها تنافسية كبيرة”.
وأشار المتحدث من جهة أخرى إلى “الإصلاحات الهيكلية الشاملة على مستوى المنظومة الاقتصادية للجزائر، لا سيما فيما يتعلق بالاستثمار والمنظومة البنكية والنقدية وفيما يتعلق كذلك بالمقاولاتية والتجارة الخارجية، وفي هذا الصدد صرح قائلا “هذه الاصلاحات اصبحت تعطي نظرة جديدة عن الجزائر كاقتصاد ناشئ وتعطي دينامكية حقيقية في مجال التنمية الاقتصادية وهو ما سمح للجزائر التواجد على المستوى الإقليمي والدولي، وحتى الاهداف الاستراتيجية اليوم والرؤية تغيرت فالجزائر اليوم تهدف الى الوصول الى مستويات أعلى من الناتج الخام المحلي والتمركز كإحدى القوى الاقتصادية على المستوى القاري”.
وتستهدف الطبعة الـ 33 لمعرض الجزائر الدولي المنظمة تحت شعار “جسر للتبادل وفرص الشراكة والاستثمار” حسب الخبير الخبير في الشؤون الاقتصادية وأستاذ التعليم العالي بجامعة أم البواقي مراد كواشي “التأسيس لعلاقات اقتصادية وفقا لمبدأ رابح – رابح وهو ما تسعى إليه الجزائر بعدما قامت بتحسين مناخ الاستثمار”، ويقول المتحدث في تصريح لـ “الجزائر الجديدة” إن “هذا المعرض سيحاول الترويج للصناعة الوطنية ومساعدتها على الانفتاح العالمي لا سيما وأنه يشهد مشاركة قياسية”.
ويشهد معرض الجزائر الدولي مشاركة أكثر من 20 دولة وأزيد عن 700 عارض وطني وأجنبي، وهي دينامكية تعطي مؤشرات جد إيجابية بالنسبة للتنمية في الجزائر، ويضم المعرض، الذي تميزه هذه السنة عودة كل من كندا وجمهورية التشيك، ما لا يقل عن عشرة قطاعات نشاط اقتصادي، منها الفلاحة والصناعة التحويلية والصناعات الغذائية، والبناء والاشغال العمومية والخدمات والصناعات البتروكيميائية، ستكون حاضرة خلال هذه الطبعة التي ينتظر ان تستقطب ما لا يقل عن 400 الف زائر.
وسيشهد على مدار ستة أيام برنامجا ثريا يضم عددا من الندوات واللقاءات الاقتصادية على غرار منتديات الأعمال الثنائية بين الجزائر وكل من جمهورية التشيك وباكستان وتنزانيا، حسب الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس) منظمة التظاهرة من خلال فرعها “ألجيريا إكزيبيشن”.
فؤاد ق
#معرض #الجزائر #الدولي..فرصة #لإبراز #جودة #المنتوج #الوطني #دوليا