ظهرت فايزة العماري، والدة اللاعب الدولي الفرنسي كيليان مبابي، متأثرة كثيراً، خلال دخول نجلها إلى ملعب “سانتياغو برنابيو”، اليوم الثلاثاء.
وقام نادي ريال مدريد بتقديم لاعبه الجديد مبابي في حفل ضخم ،اليوم الثلاثاء، على ملعب النادي ” سانتياغو برنابيو” ، وسط حضور جماهيري كبير.
وظهرت الجزائرية فايزة العماري، والدة مبابي، متأثرة كثيراً، أثناء تقديم نجلها بقميص النادي الملكي، وأجهشت بالبكاء، في هذه اللحظات التاريخية.
وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها فايزة العماري بهذه الصورة . وهي المعروفة بصرامتها الكبيرة التي جعلت رؤساء الأندية الأوروبية الكبيرة لاحترامها، حتى لا نقول خشيتها.
وقد ظهرت صرامة فايزة العماري وشراستها في الدفاع عن الحقوق المالية لنجلها وثقتها الكبيرة في قدراته الفنية، في سنة 2011. لما كان كيليان مبابي يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، وأجرى تجارب فنية وفترة معايشة ضمن نادي تشيلسي الإنجليزي.
فبعد نهاية تلك الفترة، طلب أحد المدربين المُكوّنين من والدة مبابي العودة في وقت لاحق لمعاينة اللاعب الطفل عن قرب مرة أخرى. فردت عليه فايزة العماري :” لا لن نعود أبداً، فإذا أردتم التعاقد معه فلتوقعوا معه الآن. فبعد 5 سنوات ستعودون أنتم وستدفعون 50 مليون جنيه إسترليني من أجله”.
هذه القصة، رواها أحد وكلاء اللاعبين، الفرنسي دانيال بوغا، في تصريحات لمجلة “ذا أتلتيك” البريطانية في يوليو 2023. والذي كان قد لعب خلالها دور المترجم بين والدة مبابي ومسؤولي مدرسة نادي تشيلسي.
والدة مبابي كانت مُحاربة فوق الميدان
تصف بعض الصحافة الفرنسية، والدة مبابي فايزة العماري، بـ”الذئبة” التي تدافع عن ابنها بشراسة كبيرة. ويظهر أنها احتفظت بهذه الشراسة عند الدفاع عن مصالح ابنها منذ أن كانت لاعبة شرسة في رياضة كرة اليد.
فلقد كانت والدة مبابي فايزة العماري، لاعبة في نادي بوندي الفرنسي لكرة اليد. أي فريق المدينة التي ولدت بها في سنة 1974، من أبوين جزائريين تعود أصولهما إلى منطقة “القبائل الصغرى”، وبالضبط إلى بلدة “أميزور” بمدينة بجاية، شرق الجزائر العاصمة.
ويتذكر الرئيس السابق لنادي بوندي، جون لويس كيمون، جيداً الرياضية فايزة العماري. حيث قال عنها في تصريحات صحفية: “فوق الميدان كانت محاربة وتلعب بحرارة كبيرة، كان يجب تفادي استفزازها. ولم تكن الأمور ودية دائماً مع منافساتها”.
ونشطت والدة مبابي فايزة العماري، ضمن نادي بوندي لكرة اليد إلى غاية سنة 2001، حيث توقفت نهائياً عن ممارسة رياضتها المفضلة في سن الـ27 من عمرها . وذلك لمزاولة مهنة تناسب الدراسة التي زاولتها، بالموازاة مع نشاطها الرياضي. بحيث تحصلت على شهادة في علوم التربية سمحت لها بشغل منصب مُنشطة بمركز للترفيه في مدينة مسقط رأسها.
عملت فايزة العماري، مُنشطة في مركز للترفيه لمدة 12 سنة. ولكن ذلك لم يشغلها عن الاعتناء بطفلها كيليان وشقيقه إيثان الذي ولد في سنة 2006، بالإضافة لابن آخر بالتبني، وهو الكونغولي جيراس كومبو إيكوكو، المولود في العام 1988. والذي أصبح هو الآخر لاعباً محترفاً.
فايزة العماري كانت تهتم بأدق التفاصيل في دراسة نجلها
ويعتقد البعض أنّ فايزة العماري قد بالغت في الاعتناء بابنها كيليان مبابي بعدما تنبهت لموهبته المميزة في رياضة كرة القدم وأنها أرادت الاستثمار في هذا الجانب، ولكن الحقيقة ليست كذلك.
فقد كانت السيدة فايزة تهتم بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص كيليان مبابي منذ أن كان تلميذاً صغيراً بالمدرسة الابتدائية. وقد أكدت ذلك أستاذته السابقة في اللغة الفرنسية، نيكول لوفيفر، خلال وثائقي بُثّ على قناة “ليكيب” الفرنسية الرياضية في نوفمبر 2018.
وكشفت الأستاذة لوفيفر أنّ كيليان كان التلميذ الوحيد في قسم السنة الخامسة الابتدائي الذي كان يملك بطاقة أعدتها له والدته. والتي تطلب من خلالها من كل أستاذته تدوين ملاحظاتهم حول سلوكه في القسم.
وكانت فايزة العماري، إذاً، مهتمة كثيراً بتربية طفها كيليان وتسعى جاهدة لنجاحه في دراسته. ولكن دون إغفال، طبعاً، مساعدته وتحفيزه على النجاح رياضياً.
وقد تحدث كيليان عن هذا الأمر عندما سرد قصة وصفها بـ”المنعرج الحاسم في حياته”. إذ كتب في فبراير، مقالاً في المجلة الرياضية “ذا بلايرس تريبين” بعنوان “رسالة إلى الشبان كيليان”.
وذكر فيه أنّه وخلال خوضه إحدى المباريات كان جد خائفاً إلى درجة أنّه لم يكن قادراً على الجري من شدة الخوف. قبل أن تتدخل والدته وتشجعه بهذه الكلمات: “سوف تتذكر هذه اللحظة طوال حياتك. يجب عليك أن تؤمن دائماً بقدراتك حتى ولو فشلت. ولكن أن ترفض اللعب بحجة أنك خائف فإنّ ذلك قد يبقى يطاردك إلى الأبد”.
لا وجود لكيليان مبابي بدون والدته فايزة العماري!
وأضاف نجم الكرة الفرنسية، متحدثاً عن تلك الحادثة الحاسمة: “لقد كان لتلك الكلمات مفعول مثل الصدمة الكهربائية. لقد غيرتني فعلاً إلى درجة أنني لم أشعر، منذ ذلك الحين، بالخوف فوق الميدان طول حياتي”. وختم مقاله بنوع من الفلسفة: “لا يوجد كيليان مبابي بدون والدتي”.
نعم لا وجود لكيليان مبابي بدون والدته فايزة العماري التي بات اسمها مُقترناً بهذا اللاعب الموهوب الذي تتنافس الأندية الأوروبية الكبيرة للظفر بخدماته. كما أنها أصبحت أكثر شهرة من والده ويفلريد مبابي الذي عرفته وتزوجته لما كان لاعباً ثم مدرباً في نادي بوني لكرة القدم. وذلك قبل أن يتم الطلاق بينهما في سنة 2021.
و كثيراً ما يتحدث كيليان مبابي عن الدور الكبير الذي قامت به والدته فايزة العماري في نجاحه الرياضي، على الرغم من أنّ والده ويلفريد هو من زرع فيه حب لعبة كرة القدم التي بدأ ممارستها ضمن نادي بوندي في سنة 2004، أي لما كان يبلغ من العمر 6 أعوام فقط، وبقي بهذا الفريق إلى غاية سنة 2013، حيث انضم لنادي موناكو المعروف بمركزه التكويني الجيد ومنحه الفرصة للاعبين الشباب للتألق في أعلى مستوى.
وبإيعاز من والديه، وبالخصوص أمه فايزة العماري، لم يتخلّ كيليان مبابي عن اجتهاده في الدراسة. فنال، في سنة 2016، شهادة الباكالوريا، في شعبة “العلوم وتقنيات المناجمنت والتسيير”. فوضع الشهادة في مكان آمن وتفرغ لهوايته الرياضية، حيث سرعان ما برز كأحد أشهر المواهب الكروية في العالم.
والدة مبابي فرضت عليه مصروف جيب بـ200 يورو فقط !
وقد بلغت صرامة والدة مبابي مع ابنها، وبحسب اعترافها في إحدى المقابلات الصحفية السابقة، أن كيليان لما كان محترفاً بنادي موناكو في سن الـ17 من عمره كان يتقاضى راتباً شهرياً بـ85 ألف يورو. ولكنها كانت تمنحه بالاتفاق مع والده 200 يورو فقط في الشهر الواحد كمصروف الجيب.
وفعلاً فقد كانت فايزة العماري محُقّة في “بخلها” تجاه نجلها المراهق في تلك الفترة، حتى تبعده عن ملذات الحياة التي قد تُفسد أخلاقه وتعرقل تطوره ونجاحه في مشواره الرياضي.
ويظهر جلياً أنّها أحسنت الاستثمار في نجلها، بحيث سمحت لها الأموال الضخمة التي جناها ولا يزال يجنيها من لعبه كرة القدم في إنشاء 8 شركات خاصة بها، أغلبها في مجال الاستشارة. كما تشرف على الجمعية الخيرية التي يملكها كيليان والمسماة “Inspired by KM” . والتي تتكفل بـ98 طفلاً من أبناء الضواحي الباريسية الفقيرة”، من خلال منحهم فرصة “إظهار مواهبهم وصقلها في الرياضة ومجالات ثقافية”.
#من #هي #والدة #مبابي #فايزة #العماري #التي #يخشاها #رؤساء #الأندية