تمر اليوم 23 سنة كاملة على فيضانات باب الوادي بالعاصمة، والتي أودت بحيلة 733 شخص و1000 مفقود، والتي كادت أن تغير خارطة هذا الحي العتيق الذي غمرته مياه الامطار المتهاطلة في ظرف ثمانية ساعات متسببة في خسائر مادية قدرت بالملايير، وشردت عائلات بأكملها. ولا يزال الجزائريون يتذكرون صور انتشال ضحايا الكارثة، وكذا الهبة التضامنية الشعبية التي تعد تقليدا في المجتمع الجزائري.
وفي صبيحة السبت الأسود، والذي صادف يوم الـ 10 من شهر نوفمبر، سنة 2001، أدت الأمطار الغزيرة المتواصلة طيلة ليلة كاملة دون انقطاع في التدفق والتجمع بداية من بوزريعة ونزولا على حي بوفريزي وتريولي، إلى سيول جارفة، أتت على الأخضر واليابس وكل ما هو في طريقها، لتصل هذه السيول الجارفة المحملة بالأوحال إلى شاطئ البحر.
وفي سبت أسود شهدت الجزائر العاصمة وتحديدا الحي الشعبي باب الوادي واحدة من أشد المحن التي عاشها الجزائريون بقلوب متحسرة ومتألمة لما خلفته الكارثة من خسائر في الأرواح، راح ضحيتها 733 شخص و1000 شخص، بعدما أخذت الأمطار المتهاطلة ليلة كاملة دون انقطاع في التدفق والتجمع بداية من بوزريعة ونزولا على بوفريزي وتريولي، جارفة معها كل ما في طريقها، ولتكون آخر نقطة تصل إليها الأوحال الجارفة شاطئ البحر الذي اكتسى بلون الوحل، ذلك البحر الغاضب الهائج المائج يثير الرعب في كل من سوّلت له نفسه التدخل والإنقاذ، غير أن رجال وشباب الحي العتيق ومواطنين كتب القدر ان يشهدوا الكارثة، هبوا هبة رجل واحد بكل همة وعزم مرافقين رجال الحماية المدنية والامن وقوات الجيش الوطني الشعبي الذين نزلوا إلى الميدان لإنقاذ العالقين واسعاف والجرحى، ملبين نداء الواجب والانسانية، رغم صعوبة المهمة وهول الكارثة.
لم تكن المهمة سهلة أمام الشباب رجال الحماية المدنية والامن وقوات الجيش الوطني الشعبي، غير أن الهمم والواجب الانساني الذي تشحذوا بها من أجل انقاذ واسعاف العالقين، منذ الساعات الأولى من صباح يوم السبت الأسود، لحظة بلحظة إلى أن اسدى الليل الحالك سدوله لتعج بذلك المستشفيات بالجثث والجرحى، عائلات تبكي فقدان ذويها وآخرون يبحثون بين الجثث ربما تكون أحدها لاب أو لأم او لأخ أو لأخت، ومراكز استشفائية تعج بالمنكوبين ممن انهارت بيوتهم.
الفاجعة لم تكن فاجعة حي باب الوادي الشعبي وحده فقط بل كانت فاجعة كل الشعب الجزائري الذين راحوا ينقلون الاخبار الفاجعة التي حلة بباب الوادي، والكل يحاول الاطمنان على أهله وأقربائه بالجزائر العاصمة.
رغم هول الفاجعة التي حلة بسكان باب الوادي، إلا أن هبة الشعب الجزائري الذي هب على قلب رجل واحد ضمدت جراح العائلات المفوجعة بفقدان ذويها، والأمهات الثكالى التي فقدت أعز الناس على قلبها، وبعد مرور 19 سنة لا تزال في ذكرى مخيلة الشعب الجزائري صور انتشال الضحايا والهبة التضامنية الشعبية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجزائريين.
#سنة #تمر #على #فيضانات #باب #الوادي. #ذكرى #أليمة #لا #تنسى