يكتسي اجتماع الحكومة مع الولاة ، بداية من امس الثلاثاء و على مدار يومين ، بقصر الأمم بنادي الصنوبربالعاصمة ، أهمية كبيرة من حيث ان الولاة هم المسؤولين التنفيذيين المحليين لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون و الذي ركز في كلمته امام ولاة الجمهورية على نقاط مفتاحية تعتبر بمثابة ورقة طريق لتجسيد تنمية محلية تعود بالنفع على المواطنين.
بداية يمكن القول ان الاجتماع اتخذ صيغة صبغة سنوية حميدة حيث سبق للحكومة وان عقدت اجتماعات مماثلة خلال السنوات الماضية وذلك على نحو يجعل القرارات الحكومية تكون ضمن منهاج واضح للحوكمة مع رسم معالم التنمية المحلية وفق توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وتضمنت كلمة الرئيس تبون امام الولاة أمس الثلاثاء عدة عناصر تمكن ولاة الجمهورية من البناء عليها في وارد تسيير الشؤون المحلية للمواطنين غير ان اللافت هو عودة الرئيس تبون للحديث عن مسالة مهمة ما فتئ يؤكد عليها في لقاءات مماثلة سابقة و هي تلك التي ترتبط بتحرير المبادرات المحلية للولاة من اجل التنفيذ الفعال والسريع للمشاريع من دون الوقوع في المسائلة القانونية طالما ان القرارات يتم اتخاذها للصالح العام ومن دون ان تنطوي على فاسد مالي واضح.
وهذا ما رمى اليه الرئيس تبون خلال الاجتماع بتأكيده انه ” على الولاة أن يعلموا بأنهم تحت الحماية مع الأخذ بعين الاعتبار الأخطاء الإدارية التي يسقطون فيها، مالم تكن فسادًا واضحًا بكل الأوصاف”.
وفي الواقع فان هذه المسالة شكلت موضوع انشغال كبير للرئيس تبون خلال السنوات الماضية و لاسيما السنوات الأولى من حكمه عقب فوزه بالرئاسيات نهاية عام
2019 حيث سبق له وان شجع الولاة على الامضاء عندما يتعلق بتنفيذ المشاريع او السماح بدخول المؤسسات الاقتصادية حيز النشاط تزامنا مع وجود إشكالات إدارية او عقارية بسيطة ولقد كان الرئيس تبون واضحا في هذا الشأن عندما طالب الولاة بالإمضاء طالما ان الهدف هو الصالح العام و طالما ان الامضاء لا ينطوي على فساد مالي واضح.
وتضمنت كلمة الرئيس تبون تخصيصه حيزا مهما للقانون الجديد المرتقب للبلدية و الولاية و هو القانون الذي من شأنه العمل على تحديد دقيق للمسؤوليات و المهام على مستوى الجماعات المحلية فضلا عن تحقيق التوازن بين البلديات الغنية بالموارد و تلك التي تملك إمكانيات قليلة.
وفي الجانب الاقتصادي أيضا فقد وجه الرئيس تبون تعليمات بان يتم ” إيجاد صيغ لمنح عقارات لإنشاء نشاطات مهنية صغيرة لأصحاب الحرف، في مناطق مخصصة” ويعتبر هذا الامر مهما من باب ان المواطنين لا يمكنهم جميعا ان يتواجدوا على مقربة من المراكز الصناعية الكبرى من اجل الحصول على مناصب شغل و لاسيما أولئك الذين يقطنون بمناطق نائية الامر الذي ينبغي معه تمكين هؤلاء من دخول عالم الابداع من خلال الحرف وتأمين مستقبلهم المهني بكل اريحية حيث تعتبر هذه المقاربة التي عبر عنها الرئيس تبون في كلمته بمثابة تجسيد للتوازن التنموي بين مختلف المناطق.
كما كان لافتا أيضا تأكيد الرئيس تبون على تمكين المواطنين من طرح انشغالاتهم على المستوى المحلي من خلال تأكيده بان ” على كل المسؤولين المحليين احترام النظام الإداري لاستقبال المواطنين وخاصة الشباب منهم للاستماع لانشغالاتهم” و ذلك جنبا إلى جنب مع ” مكافحة البيروقراطية التي تدمر حياة المواطنين اليومية، بالرقمنة الشاملة التي اقترب تعميمها”.
ع . ل
#لقاء #الحكومة #مع #الولاة. #الرئيس #تبون #يضع #ورقة #طريق #متكاملة #للتنمية #المحلية