شرحت الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا مجالات التعاون الجزائري مع جمهورية الصين الشعبية في ضل التقارب بين البلدين.
وننشر لكم هذا الحوار مع الصحفية حول التعاون الصيني الجزائري في إنتاج الأدوية، صناعة السيارات الكهربائية، و الاستثمار في استغلال المناجم، و الموارد الطاقوية.
حوار بلال بنقيطة
أولا، حول التعاون الثنائي بين الصين والجزائر في مجال صناعة الأدوية
بعد أن وقع البلدان لأول مرة اتفاقية التجارة والمدفوعات عام 1964، ينمو التبادل التجاري بين الصين والجزائر بشكل متواصل. وخلال السنوات الأخيرة، يحافظ الوضع الجزائري على الاستقرار بشكل عام، وتشهد التنمية الاقتصادية بالجزائر ارتفاعا متواصلا. وبفضل التعاون الثنائي المتعمق بين البلدين، حافظت الصين لسنوات عديدة على مكانتها كأكبر مصدر للواردات الجزائرية، كما أصبحت أول دولة شريك تجاري للجزائر منذ عام 2019. ويتوسع التعاون الثنائي بين البلدين إلى مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة وغيرها، ما أسهم كثيرا في إسعاد الشعبين الصيني والجزائري.
وأثناء زيارة الرئيس الجزائري للصين في يوليو الماضي، تم التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات بين البلدين، الأمر الذي سيساهم بكل تأكيد في تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون بينهما.
وبالإضافة إلى المجالات التقليدية، وبما فيها الاقتصاد والتجارة والزراعة وغيرها، يمتد التعاون الثنائي بين الصين والجزائر إلى مجالات جديدة. على سبيل المثال، يتعاون البلدان دائما في مجال الطب بشكل وثيق، ويشهد هذا التعاون بشكل مستمر.
قد أرسلت الصين منذ عام 1963 بعثاتها الطبية إلى الجزائر. وخلال ال60 سنة الماضية، قد أرسلت الصين 27 دفعة من العاملين الطبيين إلى الجزائر، والذين عملوا على علاج أكثر من 27 مليون مريض هناك، الأمر الذي يعتبر ممارسة حية لسعي البلدين إلى بناء المجتمع المشترك لصحة البشر.
وفي فترة انتشار الوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد، تبادل البلدان الصيني والجزائري مساعدات طبية لبعضهما البعض، وتعاونا بشكل فعال في إنتاج اللقاحات المضادة للفيروس كوفيد -19.
ومن جانبها، تعتبر الجزائر أكبر سوق للأدوية في شمال إفريقيا وأصبحت مركزًا لإنتاج الأدوية في المنطقة الإفريقية. بينما تشتهر الصين بتقنياتها في صناعة الأدوية والبحوث العلمية وتتمتع بكوادر بارزة في البحوث العلمية الطبية ويعمل فيها عدد كبير من العاملين الطبيين الذين لديهم تجارب وافرة في العلاج الطبي. كما للصين حاجة كبيرة في صناعة الأدوية وإجراء البحوث العلمية لتطوير الأدوية الجديدة والفعالة. لذلك، فمن المؤكد أن الصين والجزائر لديهما آفاق واعدة في التعاون بمجال الطب وصناعة الأدوية وتطوير الطب والأدوية الصينية التقليدية .
ثانيا، حول سيارات الطاقة الجديدة.
خلال السنوات الأخيرة، تعمل الصين على تطوير التنمية الخضراء، حيث تشهد صناعة سيارات الطاقة الجديدة أو السيارات الكهربائية تطورا سريعا. وفي الوقت الحالي، تحتل الصين المرتبة الاولى من بين دول العالم في صناعة سيارات الطاقة الجديدة.
بدأت الصين بتطوير السيارات ذات الطاقة الجديدة منذ سنوات، وتتخذ البلاد سلسلة من الإجراءات لتشجيع المستهلكين على شراء سيارات الطاقة الجديدة، مثلا، إن شراء سيارات الطاقة الجديدة يمكن الزبون بالاستفادة بتخفيض في قيمة ضريبة شراء المركبات، بالإضافة الى الإعانة الإضافية التي يتلقاها من الدولة ومصانع السيارات. فهذه التدابير هدفها الرئيسي هو تخفيض انبعاثات الكربون وتحسين البيئة وكذلك مواجهة التغير المناخي العالمي.
ويمكن أن ينقسم تطور صناعة سيارات الطاقة الجديدة بالصين إلى مرحلتين. ففي المرحلة الأولى، تحولت سيارة الوقود إلى سيارة تتميز فقط باستخدام طاقة الكهرباء. ومنذ عام 2020، دخلت الصناعة إلى المرحلة الثانية لتنميتها، حيث تم إكمال تحول السيارات التي تستخدم الطاقة الكهربائية إلى التي تتميز بتشغيل نظام الانترنت والإدارة الذكية، وشهدت السيارات تقدما ملحوظا في الملامح و في توريد الكهرباء وتشغيل التطبيقات الإلكترونية.
وتسعى الصين إلى التعاون مع دول أخرى لمساعدة السيارات الصينية ذات الطاقة الجديدة على الدخول إلى الأسواق العالمية. وفي عام 2022، بلغ حجم صادرات سيارات الطاقة الجديدة الصينية أكثر من 380 ألف سيارة. ومن جانبها، تعمل الجزائر حاليا على بناء “الجزائر الجديدة”، وتسعى إلى التحول الاقتصادي والاجتماعي، ومن المؤكد أن الصين والجزائر لديهما إمكانيات كبيرة في التعاون بصناعة سيارات الطاقة الجديدة.
ثالثا، حول الموارد الطاقوية
تتمتع الجزائر بموارد وافرة في النفط والحديد وغيرهما من الموارد الطبيعية والمعدنية. بينما تتمتع الصين بتقنيات جيدة في الاستكشاف المعدني، كما تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، ولديها سوق كبيرة في استهلاك الموارد المعدنية، فإن التكامل بين البلدين في هذا المجال كبير .
من جانبها، أصدرت الجزائر استراتيجيتها الخاصة بتحويل الطاقة في عام 2020 واستمرت في إطلاق الخطة المتعلقة بتطوير الطاقات المتجددة. وفي مجال الصناعة الكهروضوئية، حقق التعاون بين البلدان الصيني والجزائري نتائج مثمرة. ومنذ عام 2013 حتى الوقت الحالي، قد قامت مجموعة الصين للقوة الكهربائية Power China ببناء 18 محطة طاقة كهروضوئية في الجزائر والتي يقع كلها في المناطق الصحراوية بالجزائر. وبفضل مواصلة تطبيق مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز الالتقاء المتواصل بين هذه المبادرة الصينية والاستراتيجية التنموية للجزائر، فمن المؤكد أن الجانبين سيعزز تعاونهما في الاستثمار المتبادل واستكشاف مناجم المعادن وموارد الطاقة في المستقبل.
#هذا #ما #قالته #الصحفية #الصينية #سعاد #ياي #شين #هوا #حول #التعاون #الجزائري #الصيني
#oussama_boulegheb #elhiwardz #alakhibariat.xyz #elhiwar #elhiwar-en