تنكرت الأكاديمية الفرنسية لبوعلام صنصال وقررت رفض اقتراح انتخابه لعضوية هذه الأكاديمية التي تضم رموز الثقافة الفرنسية من داخل فرنسا ومن خارجها، حيث خسر السباق الانتخابي بواقع 13 صوتًا مقابل 6 فقط.
ويعتبر تصويت الأكاديمية الفرنسية برفض صنصال عضو فيها، آخر صفعة توجهها باريس للكاتب المستلب، الذي يعتبر فرنسا أمه وأبوه وكل شيء في حياته، والمثير في هذا التصويت، أنه جاء في وقت يوجد فيه صنصال في السجن بسبب تهم خطيرة بحقه، يعتقد أنه ارتكبها من خلال تصريحات موثقة أدلى بها في حوار لموقع فرنسي، تمس بسيادة الجزائر ووحدتها الترابية وتطال أمتها الخالدة.
وجاء في بيان صحفي صدر مؤخرا عن الأكاديمية الفرنسية، أن المؤسسة أعربت عن تضامنها مع بوعلام صنصال، الكاتب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية: “إن جميع أعضاء أكاديميتنا متشوقون لرؤية هذا الكاتب، سواء من فرنسا أو الجزائر، يعود في أسرع وقت ممكن إلى نشاطه الذي تسكنه الرغبة العنيدة في الكتابة وعدم المعاناة”.
ونظمت الأكاديمية يوم الخميس الماضي 28 نوفمبر 2024، جلسة استثنائية لمناقشة قضية الكاتب بوعلام صنصال. وخلال هذا التبادل، وقد أعرب أعضاء الأكاديمية عن مخاوفهم بشأن العلاقات المتوترة أصلا بين الجزائر وفرنسا، خوفاً من أن يؤدي هذا التوجه إلى زيادة تعقيد الوضع، أو أن يُنظر إليه على أنه استفزاز للسلطات الجزائرية.
و على الرغم من أن الأكاديمية الفرنسية أبدت اهتمامها بصنصال، وأكدت أنه مرشح جدير للجلوس تحت سقفها مع الخالدين، إلا أن اقتراح جون كريستوف ريفان قوبل بالرفض من قبل أعضاء الأكاديمية الذين خيبوا آمال بوعلام صنصال ومن كانوا يدفعون بقوة لعضويته.
وقال روفين بعد رفض مقترحه من قبل أعضاء الأكاديمية: “كان من الممكن أن يؤدي هذا الفشل إلى إدخال الأكاديمية في واحدة من أعظم الصراعات في عصرنا”، في إشارة إلى أن انتخاب صنصال في عضوية الأكاديمية الفرنسية، سيدخل هذه الأخيرة في صراع مباشر مع الجزائر، التي تنظر إلى صنصال من خلال أفعاله وممارساته على أنها خيانة ترقى إلى تلك ارتكبها العملاء الفرنسيون (الماريشال بيتان ورفقاؤه) في الحرب العالمية الثانية إثر تعاونهم مع المحتل النازي.
من جهة أخرى، لا يزال الكاتب الفرنسي يلقى الدعم والتأييد من قبل رموز اليمين المتطرف ومنابره الإعلامية، التي لم تتوقف عن اتهام الجزائر بكل بتهم واهية، في تصور يفهم منه الدعوة إلى جعل صنصال فوق القانون منزه من أي سقطة تضعه تحت طائلة المساءلة القانونية، لمجرد أنه كتب مؤلفات كلها موجهة لفرنسا، وطاعنة للبلد والشعب الذي ترعرع فيه وبين أفراده.
ولا يزال مصير بوعلام صنصال مجهولا، فبعد استجوابه ومواجهته بالجرائم التي ارتكبها قبل أن يتم إيداعه السجن، لم تتضح بعد فصول محاكمته التي تبقى قضية وقت وفق ما تقتضيه الإجراءات القانونية المعمول بها في النظام القضائي الجزائري.
علي. ب
#أكاديمية #رموز #الثقافة #الفرنسية #تتنكر #لبوعلام #صنصال