علماء زاوية سيدي عدة بن غلام الله يؤكدون على ضرورة إرساء قواعد المجتمع

في الذكرى 185  لـتأسيسها

في غمرة من رحمات الأشهر الحرم وفي الذكرى  185  لـتأسيس وإرساء قواعد زاوية سيدي عدة بن غلام الله العامرة، التأم يوم 21 ذي القعدة 1445هـ الموافق لـ 30 ماي 2024، الجمع السنوي للزاوية بمقرها بمحنون بلدية سيدي الحسني بولاية تيارت.

في أجواء روحانية ماتعة بالمودة ومعطرة بالألفة بين العلماء والشيوخ والمقاديم والمثقفين والإعلاميين والمريدين، ليتناولوا موضوع الجمع السنوي (التأثير الروحي والحضور الاجتماعي لزاوية سيدي عدة بن غلام الله). وبهذه السانحة، فإن الحاضرين في الجمع السنوي في طبعته (185) يؤكدون على  دعوة القيادات الروحية للأمة من العلماء وشيوخ الزوايا إلى الاستجابة الفاعلة لحاجات المجتمع والتفاعل مع تطلعاته المشروعة عبر توسيع مجالات الأمل ومواجهة مظاهر الإحباط، وبسط الرغبة أمام أبنائه في خدمة الوطن والذود عن سيادته واستقلاله و العمل على جعل مناسبة الذكرى السبعين للثورة التحريرية المباركة وانتصار الشعب الجزائري واستعادة دولته وسيادته، فرصة لتثمين تضحيات الشهداء والاعتزاز بجهود المجاهدين ودعم مسيرة بناء الدولة الجزائرية وتعميق قيمها السامية في نفوس وعقول الشباب، وكذا دعوة جميع فئات المجتمع إلى التكاتف والتآلف في الدفاع عن مكتسبات الدولة الجزائرية والتفاعل بايجابية مع المواعيد الوطنية التاريخية الحاسمة التي تجسد التفاف الشعب حول دولته ومؤسساته، وتثمين المنجزات الدبلوماسية المتحققة، لتكون الجزائر في مستوى حلم الشهداء والوفاء لأمانتهم، والعمل الجاد والسعي المحمود إلى تعزيز اللحمة الوطنية وتعميق التلاحم الجماعي وتوثيق عرى المودة والتآلف لقوله تعالى: (إنما المؤمنين إخوة) في سبيل دعم الجهود الرامية إلى الارتقاء بالتنمية الشاملة وتحقيق الرخاء العام، والطلب من شيوخ وقيادات الزوايا إلى مواصلة الانخراط الميداني في الشأن العام واحتضان الشباب والقيام بالواجب الشرعي في مواجهة الآفات الاجتماعية المهددة للأجيال ومستقبلهم واستعادة دور الزوايا باعتبارها المؤسسات الحامية للوعي والانتماء الوطني.

وحث الباحثون والمثقفون وطلبة الجامعات على تعميق الاجتهاد في دراسة تراث الزاويا والتعريف بجهودها في حماية المجتمع وما بذله شيوخها في حماية هويتها وتعزيز مرجعيتها الوطنية، و مناصرة تضحيات الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة في دحر العدوان الصهيوني الغاشم الذي تجاوزت وحشيته كل حدود العقل البشري، مع تثمين مواقف الدولة الجزائرية في مناصرة القضية الفلسطينية العادلة.

ويرجو هؤلاء العلماء من الله تعالى أن يحفظ الجزائر ويديم عليها البهجة والأفراح، وينعم عليها بالأمن والأمان، وأن يوسم بلدنا بوسام الرخاء ويوشحها بوشاح العافية، وأن يجعل ولي أمرها الكريم وشعبها العظيم وجيشها القويم وسائر مؤسساتها في رباط متين.

إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعليه آله وصحبه الميامين.